الجمعة، 11 سبتمبر 2015

ما روي عن أمير المؤمنين (ع) - وصيته إلى ابنه الحسن عليهما السلام لما حضرته الوفاة

وصيته إلى ابنه الحسن عليهما السلام لما حضرته الوفاة

كتبنا منها ما اقتضاه الكتاب (3) هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب. أوصى المؤمنين بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين

___________________
(1) كذا. والمحاماة: الحماية والمدافعة. (2) السحت - بالضم -: المال الحرام وكل ما لا يحل كسبه فلزم عنه العار كالرشوة. (3) رواه الكلينى في الكافى باب صدقات النبى ص 248 ج 2 من الفروع. (*)

[198]

كله ولو كره المشركون وصلى الله على محمد وسلم. ثم، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وأنا أول المسلمين. ثم إني اوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغه كتابي من المؤمنين بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصوم " وإن المبيرة وهي الحالقة للدين (1) فساد ذات البين ولا قوة إلا بالله. انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب. ألله الله في الايتام (2) لا يضيعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار " ألله ألله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العلم (3) به غيركم. ألله ألله في جيرانكم، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم. ألله ألله في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا. وأدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف (4) ألله ألله في الصلاة فإنها خير العمل، إنها عماد دينكم. ألله ألله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم. ألله ألله في صيام شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار. ألله ألله في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معائشكم. ألله ألله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم، فإنما يجاهد رجلان إمام هدى أو مطيع له مقتد بهداه. ألله ألله في ذرية نبيكم، لا تظلمن بين أظهركم وأنتم تقدرون على المنع عنهم.

___________________
(1) في الكافى [ من عامة الصلاة والصيام . وأن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين ]. (2) في الكافى [ لا يغيروا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ]. (3) في الكافى [ إلى العمل به ]. (4) " من أمه " أى من قصده. (*)

[199]

ألله ألله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا محدثا، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدثين. ألله ألله في النساء وما ملكت أيمانكم، فإن آخر ما تكلم به نبيكم أن قال: " اوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم ". ألصلاة، الصلاة، الصلاة، لا تخافوا في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم (1). قولوا للناس حسنا كما أمركم الله ولا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب فلا يستجاب لكم عليهم. عليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبادر وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب وحفظكم الله من أهل بيت وحفظ نبيكم فيكم (2) أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ثم لم يزل يقول لا إله إلا الله حتى مضى. 

____________  

(1) في الكافى [ يكفيكم الله من أذاكم وبغى عليكم ]. (2) أى حفط رعايته وامتثال أمره. وفى الكافى بتقديم " نبيكم " على " فيكم ".

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق