* (موعظة) *
اوصيكم
بتقوى الله وأحذركم أيامه وأرفع لكم أعلامه فكأن المخوف قد أفد بمهول
وروده ونكير حلوله وبشع مذاقه فاعتلق مهجكم (٤) وحال بين العمل وبينكم،
فبادروا بصحة الاجسام في مدة الاعمار كأنكم ببغتات طوارقه (٥) فتنقلكم من
ظهر الارض إلى بطنها ومن علوها إلى سفلها ومن أنسها إلى وحشتها ومن روحها
وضوئها إلى ظلمتها ومن سعتها إلى ضيقها. حيث لا يزار حميم ولا يعاد سقيم
ولا يجاب صريخ. أعاننا الله وإياكم على أهوال ذلك اليوم ونجانا وإياكم من
عقابه وأوجب لنا ولكم
___________________________________
(١) الخول: العبيد والخدم والاماء (٢) غش الرجل أظهر خلاف ما أضمره وزين غير المصلحة.
والغشوم: الظالم.
(٣)
التنافس في السلطنة: الرغبة فيها على وجه المفاخرة والمباراة (٤) أفد -
كفرح -: عجل ودنى وأزف. والمهول: ذو الهول وبشع: ضد حسن وطيب اى كريه الطعم
والرائحة.
والمهج - كغرف -: جمع مهجة كغرفة -: الدم أو دم القلب والمراد به الروح.
(٥) بغتات: جمع بغتة. والطوارق: جمع الطارقة: الداهية.
(*)
[٢٤٠]
الجزيل
من ثوابه. عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم ومدى مظعنكم (١) كان حسب
العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه ويذهله عن دنياه ويكثر نصبه لطلب الخلاص
منه، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه لا وزير له يمنعه
ولا ظهير عنه يدفعه، ويومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو
كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون.
اوصيكم
بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب
ويرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن
العقوبة من ذنبه، فإن الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنته ولا ينال ما عنده
إلا بطاعته إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق