الأحد، 6 سبتمبر 2015

ما روي عن أمير المؤمنين (ع) - خطبته عليه السلام التي يذكر فيها الايمان

خطبته عليه السلام التي يذكر فيها الايمان

ودعائمه وشعبها والكفر ودعائمه وشعبها إن الله ابتدأ الامور فاصطفى لنفسه منها ما شاء (8). واستخلص منها ما أحب، فكان

___________________
(1) لا يشمت: لا يفرح. (2) في النهج [ ولا يدخل في الباطل ]. (3) في الكافى [ بالذى قدر له ]. (4) جمح الرجل: إذا ركب هواه وأسرع إلى الشئ فلم يمكن رده. ويقال: جمحت المفازة بالقوم: طوحت بهم. وجمح بفلان مراده أى لم ينله. (5) كذا وفى الكافى [ لا ينصت للخبر ليفجر به ] أى لا يسكت مستمعا للخبر لينقله في مجلس آخر. (6) وفى النهج [ زهد ونزاهة ]. والنزاهة - مصدر من نزه اى العبد عن المكروه. (7) الخلابة - مصدر -: الخديعة بالقول اللطيف. (8) منقول في الكافى ج 2 ص 49 مع اختلاف في بعض المواضع وذكره الشريف الرضى رحمه الله في النهج. (*)

[163]

مما أحب أنه ارتضى الايمان فاشتقه من اسمه (1)، فنحله من أحب من خلقه، ثم بينه فسهل شرائعه لمن ورده وأعز أركانه على من جانبه (2) وجعله عزا لمن والاه وأمنا لمن دخله. وهدى لمن ائتم به. وزينة لمن تحلى به. ودينا لمن انتحله. وعصمة لمن اعتصم به. وحبلا لمن استمسك به. وبرهانا لمن تكلم به. وشرفا لمن عرفه. وحكمة لمن نطق به. ونورا لمن استضاء به. وحجة لمن خاصم به. وفلجا لمن حاج به (3). وعلما لمن وعى. وحديثا لمن روى. وحكما لمن قضى. وحلما لمن حدث (4). ولبا لمن تدبر. وفهما لمن تفكر. ويقينا لمن عقل. وبصيرة لمن عزم. وآية لمن توسم. وعبرة لمن اتعظ ونجاة لمن آمن به. ومودة من الله لمن صلح (5). وزلفى لمن ارتقب. وثقة لمن توكل. وراحة لمن فوض. وصبغة لمن أحسن. وخيرا لمن سارع. وجنة لمن صبر. ولباسا لمن اتقى. وتطهيرا لمن رشد وأمنة لمن أسلم (6) وروحا للصادقين. فالايمان أصل الحق.

___________________
(1) قال الله تبارك وتعالى في سورة الحشر آية 23 " هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن - الاية ". وليس المراد من اشتقاقه اشتقاق اللفظ من اللفظ فقط بل اشتقاق الحقيقة والمعنى من اسمه تعالى كما جاء في حديث المعراج إن الله تعالى قال لى: يا محمد اشتققت لك اسما من أسمائى فأنا المحمود وأنت محمد واشتققت لعلى اسما من أسمائى فأنا الاعلى وهو على وهكذا فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فكلهم أشباح نور من نوره تعالى جل اسمه. واما الايمان فرابطة باطنية بين الله وعبده، به يعبد الله وبه يتقرب اليه وبه ينجو من الهلكة ويهدى من الضلالة ويخرج من الظلمة وله آثار في الخارج تظهر من اعضاء المؤمن وجوارحه من الصالحات والاعمال الحسنة فالايمان بمنزلة شجرة منبتها في القلب واغصانها تظهر من الاعضاء والجوارح وثمارها الاخلاق الحسنة والملكات الفاضلة والاعمال الصالحة وكل صفة من الاوصاف الحسنة كالسخاوة والشجاعة. والعدل ثمرة من ثمراتها كما ان البخل والجبن والظلم من ثمرات الكفر. (2) يقال: جانبه أى سار إلى جنبه. وفى الكافى [ لمن حاربه ] وفى النهج [ على من غالبه ]. أى حاول أن يغلبه ولعله أظهر. (3) الفلج الظفر والفوز. (4) في الكافى [ لمن جرب ]. (5) في الكافى [ وتؤدة لمن أصلح وزلفى لمن اقترب ]. (6) الامنة - بفتح الثلاثة -: الامن والسلم. (*)

[164]

وأصل الحق سبيله الهدى وصفته الحسنى. ومأثرته المجد (1). فهو أبلج المنهاج مشرق المنار. مضئ المصابيح. رفيع الغاية. يسير المضمار (2). جامع الحلبة. متنافس السبقة. قديم العدة. كريم الفرسان. الصالحات مناره والعفة مصابيحه. والموت غايته (3) والدنيا مضماره. والقيامة حلبته. والجنة سبقته. والنار نقمته. والتقوى عدته. والمحسنون فرسانه. فبالايمان يستدل على الصالحات. وبالصالحات يعمر الفقه وبالفقه يرهب الموت (4). وبالموت تختم الدنيا. وبالدنيا تحذو الآخرة (5). وبالقيامة تزلف الجنة والجنة حسرة أهل النار. والنار موعظة التقوى. والتقوى سنخ الاحسان (6). والتقوى غاية لا يهلك من تبعها ولا يندم من يعمل بها، لان بالتقوى فاز القائزون. و بالمعصية خسر الخاسرون فليزدجر اولوا النهى. وليتذكر أهل التقوى. فالايمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد:

___________________
(1) المأثرة - بضم الثاء وفتحها: المكرمة والفعل الحميد وأبلج أى أوضح والمنهاج: الطريق الواضح. وقيل: أبلج المناج أى واضح الطريق وفى الكافى والنهج [ أبلج المناهج ] بصيغة الجمع أى أشد الطرق وضوحا وأنورها. والمنار: علم الطريق ومنار الايمان هى دلائله الواضحة من الاعمال الصالحة والاخلاق الحسنة. (2) أى إذا سوبق سبق. وفى النهج [ كريم المضمار ]. وإذا كان المضمار موضع الذى تضمر فيه الخيل فالمراد به الدنيا لانها يسيرة والحلبة - بسكون اللام -: خيل تجمع للسباق والنصرة. والمتنافس: الراغب على وجه المباراة. والمفاخرة والسبقة - بفتحتين -: الغاية المحبوبة التى يحب السابق أن يصل إليها. - وبضم فسكون -: ما يتراهن عند السباق أى جزاء السابقين والعدة - بالضم -: ما اعددته لحوادت الدهر وبمعنى الاستعداد - وبالفتح - الجماعة. (3) أى غايته في حفظه فالمؤمن كان في مدة حياته في الدنيا في التعب والمشقة. وقيل يريد الموت عن الشهوات البهيمية والحياة بالسعادة الابدية والدنيا مضماره أى موضع الذى يضمر فيه لانها مزرعة الاخرة. (4) في النهج [ وبالصالحات يستدل على الايمان. وبالايمان يعمر العلم. وبالعلم يرهب الموت ]. (5) اى تقابل الاخرة من حذاه اى كان بازائه وحذائه. وفى النهج وبعض نسخ الكافى [ تحوز الاخرة ] أى تحفظ السعادة بسبب الاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة. (6) أى أصله وأساسه. وفى الكافى [ والنار موعظة المتقين والتقوى سنخ الايمان ]. (*)

[165]

فالصبر على أربع شعب: على الشوق والشفق (1) والزهد والترقب. فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات (2). ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات. ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات. ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. واليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة وتأول الحكمة (3). وموعظة العبرة وسنة الاولين. فمن تبصر في الفطنة تأول الحكمة. ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة عرف السنة ومن عرف السنة فكأنما عاش في الاولين. والعدل على أربع شعب: على غائص الفهم وغمرة العلم (4) وزهرة الحكم وروضة الحلم. فمن فهم فسر جميع العلم. ومن عرف الحكم لم يضل (5). ومن حلم لم يفرط أمره وعاش به في الناس حميدا. والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق عند المواطن (6) وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن. ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الكافرين (7) ومن صدق في المواطن قضى ما عليه ومن شنأ الفاسقين غضب لله

___________________
(1) الشفق: بالتحريك: الخوف. (2) سلا عنه أى نسى وذهل عن ذكره. (3) التبصرة: التعرف أى الوصول إلى دقائقها. والعبرة: الاعتبار والاتعاظ. وفى الكافى [ معرفة العبرة ] أى المعرفة بأنه كيف ينبغى أن يعتبر من الشئ ويتعظ به. (4) الغمرة: بالفتح: الشدة والجمع. والمراد غور العلم أى سره وباطنه. وفى النهج [ غور العلم ]. وزهرة الحكم أى الحكم الزاهرة الواضحة ويمكن أن يقرأ " زهرة الحكم " بضم الزاى وسكون الهاء وضم الحاء وسكون الكاف أى حسن الحكم. " روضة الحلم " أى الحلم الواسع. والحلم هو الامساك عن المبادرة إلى قضاء وطر الغضب وفى النهج [ رساخة الحلم ] أى ملكته وعبر عنها بالرسوخ لان شأن الملكة ذلك. (5) في النهج [ فمن فهم علم غور العلم ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم ] والصدور: الرجوع بعد الاعتراف للافاضة على الناس. فيحسن حكمه فلم يضل. (6) المواطن: مشاهد الحرب في سبيل الحق أو المواطن المكروهة. والشنآن: بالتحريك: البغض. (7) في الكافى [ ارغم أنف المنافق وأمن كيده ] وفى النهج [ فمن أمر بالمعروف شد ظهور المؤمنين ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافقين ]. (*)

[166]

ومن غضب لله غضب الله له فذلك الايمان ودعائمه وشعبه. والكفر على أربع دعائم: على الفسق والغلو والشك والشبهة (1). فالفسق من ذلك على أربع شعب: الجفاء والعمى والغفلة والعتو (2). فمن جفا حقر المؤمن ومقت الفقهاء وأصر على الحنث. ومن عمى نسي الذكر، فبذى خلقه وبارز خالقه وألح عليه الشيطان. ومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا وغرته الاماني وأخذته الحسرة (3) إذا انقضى الامر وانكشف عنه الغطاء وبدا له من الله ما لم يكن يحتسب. ومن عتا عن أمر الله شك. ومن شك تعالى الله عليه ثم أذله بسلطانه وصغره بجلاله. كما فرط في حياته واغتر بربه الكريم. والغلو على أربع شعب: على التعمق والتنازع والزيغ والشقاق (4). فمن تعمق لم ينته إلى الحق ولم يزده إلا غرقا في الغمرات، لا تنحسر عنه فتنة إلا غشيته اخرى، فهو يهوي في أمر مريج (5). ومن نازع وخاصم وقع بينهم الفشل وبلي أمرهم (6) من طول

___________________
(1) الفسق: الخروج من الطاعة. والغلو: مجاوزة الحد في الدين. والشك: خلاف اليقين وهو التردد. والشبهة هى ترجيح الباطل بالباطل وتصوير غير الواقع بصورة الواقع. (2) والجفاء هو الغلظة في الطبع والخرق في المعاملة والفظاظة فيها ورفض الصلة و البر والرفق. والعمى: إبطال البصيرة القلبية وترك التفكر في الامور النافعة في الآخرة والغفلة هى غيبة الشئ عن بال الانسان وعدم تذكره له والعتو مصدر بمعنى التجبر والاستكبار. (3) زاد هنا في الكافى " والندامة " أى أخذته الحسرة مما لحقه من الفضائح والندامة مما فعله من القبائح. (4) التعمق أصله: التشدد في الامر طلبا لاقصى غاية والمراد به هنا كما يعلم من تفسيره: الذهاب في الاوهام لزعم طلب الاسرار. والزيغ: العدول عن الحق والميل مع الهوى الحيوانى. والشقاق بالكسر -: العناد. ونقل السيد الشريف الرضى هذه الشعب الاربعة من دعائم الكفر ولم يذكره من شعب الغلو الذى هو أحد دعائم الكفر وقال بعد ذكر الشك وشعبه: " وبعد هذا كلام تركنا ذكره، خوف الاطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب ". ولعله سهو أو سقط من قلم النساخ. (5) الانحسار: الانكشاف. ومريج أى مختلط أو مضطرب. وزاد في الكافى [ وانخرق دينه ]. (6) في الكافى [ ومن نازع الرأى وخاصم شهر بالفشل ] وهو الجبن والضعف وفى بعض نسخه [ بالعثل ] - بضم العين - وهو الحمق. (*)

[167]

اللجاج. ومن زاغ ساء‌ت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة وسكر سكر الضلال. ومن شاق اعورت عليه طرقه (1) واعترض عليه أمره وضاق مخرجه. وحري أن ينزع من دينه من اتبع غير سبيل المؤمنين (2). والشك على أربع شعب: على المرية والهول والتردد والاستسلام (3)، فبأي آلاء ربك يتمارى الممترون (4). ومن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه. ومن تردد في دينه سبقه الاولون وأدركه الآخرون ووطئته سنابك الشياطين (5). ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيهما. ومن نجا من ذلك فبفضل اليقين. والشبهة على أربع شعب: على الاعجاب بالزينة وتسويل النفس وتأويل العوج ولبس الحق بالباطل. وذلك أن الزينة تصدف عن البينة. وتسويل النفس تقحم إلى الشهوة (6). والعوج يميل بصاحبة ميلا عظيما. واللبس ظلمات بعضها فوق بعض فذلك الكفر ودعائمه وشعبه. والنفاق على أربع دعائم: على الهوى والهوينا والحفيظة والطمع (7).

___________________
(1) شاق أى خالف وعاند. واعورت عليه أى صارت أعور لا علم لها. وفى النهج [ ومن شاق وعرت عليه طرقه وأعضل عليه أمره ] وعر الطريق: خشن ولم يسهل السير فيه. وأعضل: اشتد واستغلق وأعجرت صعوبته. (2) وفى الكافى [ إذا لم يتبع سبيل المؤمنين ]. (3) المرية - بكسر وضم - الجدل والشك وفى الكافى هكذا [ وهو قول الله عزوجل: فبأى آلاء ربك تتمارى " ]. وفى النهج [ على التمارى ] اى التجادل لاظهار قوة الجدل. والامتراء: الشك. والهول - بالفتح -: المخالفة. والاستسلام: الانقياد والمراد هنا إلقاء النفس في تيار الحادثات. (4) في النهج [ فمن جعل المراء ديدنا لم يصبح ليله ] وديدنا أى عادة وسيرة يعنى لم يخرج من ظلمة الشك إلى اليقين. (5) السنابك: جمع سنبك - بضم السين والباء الموحدة -: طرف الحافر أى تستزله الشياطين فتطرحه في الهلكة. (6) تسويل النفس: تزيينها. وتأول العوج: تأويل المعوج والباطل بوجه يخفى عوجه ويبرز استقامته فيظن أنه حق ومستقيم. والصدف: الصرف وفى الكافى [ تقحم على الشهوة ] وقحم في الامر: رمى بنفسه فيه فجأة بلا روية. (7) الهوينا: تصغير الهونى تأنيث الاهون وهو من الهون: الرفق واللين والمراد هنا التهاون في أمر الدين وترك الاهتمام فيه. والحفيظة: الغضب والحمية. (*)

[168]

والهوى من ذلك على أربع شعب: على البغي والعدوان والشهوة والعصيان (1) فمن بغى كثرت غوائله (2) وتخلى عنه ونصر عليه ومن اعتدى لم تؤمن بوائقه ولم يسلم قلبه. ومن لم يعذل نفسه عن الشهوات خاض في الحسرات وسبح فيها (3). ومن عصى ضل عمدا بلا عذر ولا حجة. وأما شعب الهوينا: فالهيبة والغرة والمماطلة والامل (4). وذلك أن الهيبة ترد عن الحق والاغترار بالعاجل تفريط الآجل. والمماطلة مورط في العمى. ولولا الامل علم الانسان حساب ما هو فيه (5). ولو علم حساب ما هو فيه مات خفاتا من الهول والوجل (6). وأما شعب الحفيظة (7): فالكبر والفخر والحمية والعصبية. فمن استكبر أدبر. ومن فخر فجر ومن حمي أصر. ومن أخذته العصبية جار، فبئس الامر بين إدبار وفجور وإصرار. وشعب الطمع: الفرح والمرح واللجاجة والتكبر (8). فالفرح مكروه عند الله والمرح خيلاء. واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام. والتكبر لهو ولعب و شغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.

___________________
(1) في الكافى [ الطغيان ] موضع " العصيان " وكذا في تفسيره " طغى " مكان " عصى ". (2) الغوائل: جمع الغائلة: الداهية والمهلكة. والبوائق: جمع البائقة: لشر والداهية. (3) العذل: اللوم. وفى الكافى [ ولم يملك نفسه عن الشهوات. ومن لم يعذل نفسه في الشهوات خاض في الخبيثات ]. (4) الهيبة: المخافة والمهابة. والمماطلة: التعلل والتسويف. (5) كذا. وفى الكافى [ وذلك بأن الهيبة ترد عن الحق والمماطلة تفرط في العمل حتى يقدم عليه الاجل ولولا الامل علم الانسان حسب ما هو فيه ] أى قدر ما هو فيه. (6) الخفات بضم الخاء المعجمة: الموت فجأة. (7) الحفيظة: اسم من المحافظة والحفاظ والمراد بها السجية القبيحة التى يحفظ بها الكبر والفخر والحمية والعصبية. (8) الفرح: السرور. والمرح: شدة الفرح حتى جاوز القدر فتبختر واختال. وفى الكافى [ التكاثر ] موضع " التكبر ". وكذا في تفسيره وهو الصواب وما في الصلب تصحيف من النساخ. (*)

[169]

فذلك النفاق ودعائمه وشعبه، والله قاهر فوق عباده تعالى ذكره، واستوت به مرته (1)، واشتدت قوته، وفاضت بركته، واستضاء‌ت حكمته، وفلجت حجته (2). وخلص دينه، وحقت كلمته، وسبقت حسناته، وصفت نسبته، واقسطت موازينه، و بلغت رسالاته، وحضرت حفظته، ثم جعل السيئة ذنبا والذنب فتنة، والفتنة دنسا وجعل الحسنى غنما، والعتبى توبة (3) والتوبة طهورا، فمن تاب اهتدى، ومن افتتن غوى ما لم يتب إلى الله ويعترف بذنبه ويصدق بالحسنى ولا يهلك على الله إلا هالك. فالله الله ما أوسع ما لديه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظيم. وما أنكر ما لديه من الانكال (4) والجحيم والعزة والقدرة والبطش الشديد، فمن ظفر بطاعة الله اختار كرامته. ومن لم يزل في معصية الله ذاق وبيل نقمته. هنالك عقبى الدار.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق