جوابه عليه السلام عن مسائل سئل عنها
في خبر
طويل كتبنا منه موضع الحاجة
بعث
معاوية رجلا متنكرا يسأل أمير المؤمنين عليه السلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم
فلما دخل الكوفة وخاطب أمير المؤمنين عليه السلام أنكره فقرره فاعترف له بالحال (3)
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله ابن آكلة الاكباد ما أضله وأضل من معه،
قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها، حكم الله بيني وبين هذه الامة قطعوا
رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأضاعوا أيامي. علي بالحسن والحسين ومحمد، فدعوا، فقال
عليه السلام: يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا إبني
فاسأل أيهم أحببت، فقال الشامي: أسأل هذا، يعني الحسن عليه السلام (4). ثم قال:
___________________
(1) في بعض النسخ [ سبقة ]. (2) في روضة الكافى [
اعقلوا الحق ]. (3) رواه الصدوق رحمه الله في الخصال مسندا عن أبى جعفر عليه السلام
والطبرسى في الاحتجاج و فتال النيسابورى في الروضة عنه عليه السلام والراوندى في
الخرائج قال: بينا امير المؤمنين (ع) في لرحبة والناس عليه متراكمون فمن بين مستفت
ومن بين مستعد إذ قام اليه رجل فقال: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله
وبركاته. فنظر إليه امير المؤمنين بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال: وعليك السلام
ورحمة الله وبركاته من أنت؟ فقال: أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك. قال: ما أنت من
رعيتى ولا من أهل بلادى ولو سلمت على يوما واحدا ما خفيت على. فقال: الامان يا امير
المؤمنين. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هل أحدثت في مصرى هذا حدثا منذ دخلته؟
قال: لا. قال: فلعلك من رجال الحرب قال: نعم قال: إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس.
قال: أنا رجل بعثنى اليك معاوية متغفلا لك أسألك عن شئ بعث فيه ابن الاصفر وقال له:
أن كنت أحق بهذا الامر والخليفة بعد محمد صلى الله عليه وآله فأجبنى عما أسألك فانك
اذا فعلت ذلك لابتعثك وبعثت اليك بالجائزة فلم يكن عنده جواب وقد أقلقه ذلك فبعثنى
اليك لاسألك عنها. فقال امير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله إبن أكلة الاكباد -
إلى آخر الخبر مع اختلاف يسير. (4) في الخصال [ يعنى الحسن (ع) وكان صبيا فقال له
الحسن عليه السلام: سلنى عما بدا لك؟ فقال الشامى: كم بين الحق الخ ]. وقوله: " كان
صبيا " فيه ما فيه لكونه عليه السلام جاوز الثلاثين حينذاك. (*)
[229]
كم بين الحق والباطل؟ وكم بين السماء والارض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ و عن هذا
المحو الذي في القمر. وعن قوس قزح. وعن هذه المجرة. وعن أول شئ انتضح على وجه
الارض. وعن أول شئ اهتز عليها وعن العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين والمشركين
(1). وعن المؤنث. وعن عشرة أشياء بعضها أشد من بعض؟. فقال الحسن عليه السلام: يا
أخا أهل الشام بين الحق والباطل أربع أصابع، ما رأيت بعينيك فهو الحق وقد تسمع
باذنيك باطلا كثيرا. وبين السماء والارض دعوة المظلوم ومد البصر (2) فمن قال غير
هذا فكذبه. وبين المشرق والمغرب يوم مطرد للشمس تنظر إلى الشمس حين تطلع وتنظر
إليها حين تغرب من قال غير هذا فكذبه. وأما هذه المجرة فهي أشراج السماء، مهبط
الماء المنهمر على نوح عليه السلام (3). وأما قوس قزح: فلا تقل: قزح فإن قزح شيطان
ولكنها قوس الله وأمان من الغرق (4). وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان
مثل ضوء الشمس فمحاه الله. وقال في كتابه: " فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار
مبصرة (5) ". وأما أول شئ انتضح على وجه الارض فهو وادي دلس (6). وأما أول شئ اهتز
على وجه الارض فهي النخلة. وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين
يقال:
___________________
(1) أى وعن العين التى تأوى اليه أرواح المشركين. (2)
فلا يمكن تحديدها. (3) المجرة: هى البياض المعترض في السماء والسواد من جانبيها،
قوامها نجوم كثيرة لا تدرك بمجرد البصر وانما ينتشر ضوؤها فيرى كانه بقعة بيضاء
والعامة يسميها درب التبانة. والاشراج جمع الشرج - بالتحريك -: عرى العيبة
والانشقاق في القوس. والهمر: صب الماء بشدة. والانهمار: الانصباب. ومهبط الماء
المنهمر إشارة إلى قول الله عزوجل: " فكذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا - إلى قوله
: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " سورة القمر آية 12. (4) قوس قزح: طرائق منقوشة
بالوان من صفرة وخضرة وحمرة تبدوا في السماء. ولا يفصل قزح من قوس ولا تنصرف لانه
اسم شيطان قاله ابن عباس رضى الله عنه. وهو يتكون من تكسر أشعة النور على قطرات
الماء أو البخار ويظهر من الجهة المقابلة للشمس من الفلك. (5) سورة الاسراء آية 12.
(6) انتضح أى ظهر وارتفع. والدلس - محركة -: الظلمة واختلاط الظلام. (*)
[230]
لها سلمى (1). وأما العين التي تأوي إليها أرواح الكافرين فهي عين يقال لها:
برهوت (2). وأما المؤنث فإنسان لا يدرى امرأة هو أو رجل فينتظر به الحلم، فإن كانت
امرأة بانت ثدياها وإن كان رجلا خرجت لحيته (3) وإلا قيل له يبول على الحائط فإن
أصاب الحائط بوله فهو رجل وإن نكص كما ينكص بول البعير فهي امرأة. وأما عشرة أشياء
بعضها أشد من بعض: فأشد شئ خلق الله الحجر وأشد من الحجر الحديد وأشد من الحديد
النار وأشد من النار الماء وأشد من الماء السحاب وأشد من السحاب الريح وأشد من
الريح الملك وأشد من الملك ملك الموت وأشد من ملك الموت وأشد من الموت أمر الله
(4). قال الشامي: أشهد أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وأن عليا وصي محمد ثم
كتب هذا الجواب ومضى به إلى معاوية وأنفذه معاوية إلى ابن الاصفر (5) فلما أتاه
قال: أشهد أن هذا ليس من عند معاوية ولا هو إلا من معدن النبوة (6).
___________________
(1) بفتح السين وكسكران جبل وغربه واد يقال له: رك. به
نخل وآبار مطوية بالصخر، طيبة الماء باعلاه برقه يقال لها: الراء وبينه وبين فيد
أربعة أميال عن يمين الذاهب إلى مكة ويمتد إلى قرب الشام وقيل: سلمى موضع بنجد وأطم
بالطائف (قاله الحموى). (2) برهوت - كجبروت -: واد باليمن أو بئر بحضرموت وقيل: هو
اسم البلد الذى فيه البئر رائحتها منتنة فظيعة جدا. ولعل سلمى وبرهوت من المظاهر
الجزئية للجنة والنار. راجع ما قاله الفيض رحمه الله في كتابه الموسوم به مرآة
الاخرة. (3) في الخصال [ فانه ينتظر به فان كان ذكرا احتلم وان كانت انثى حاضت وبدا
ثديها ]. (4) في الخصال [ الحجر وأشد من الحجر لحديد يقطع به الحجر وأشد من الحديد
النار تذيب الحديد وأشد من النار الماء يطفئ النار وأشد من الماء السحاب يحمل الماء
وأشد من السحاب الريح يحمل السحاب وأشد من الريح الملك الذى يرسلها وأشد من الملك
ملك الموت الذى يميت الملك وأشد من ملك الموت الموت الذى يميت ملك الموت وأشد من
الموت أمر الله الذى يميت الموت ]. وكذا في الاحتجاج والروضة والخرائج مع ادنى
اختلاف. (5) ابن الاصفر ملك الروم وانما سمى الروم بنو الاصفر لان أباهم الاول كان
أصفر اللون وهو روم بن عيص بن اسحاق بن ابراهيم. ذكره الجزرى. (6) في الخصال [ فكتب
اليه ابن الاصفر يا معاوية لم تكلمنى بغير كلامك وتجيبنى بغير جوابك أقسم بالمسيح
ما هذا جوابك وما هو إلا من معدن النبوة وموضع الرسالة وأما أنت فلو سألتنى درهما
ما اعطيتك ]. (*)
[231]
(1) في بعض النسخ [ سبقة ]. (2) في روضة الكافى [ اعقلوا الحق ]. (3) رواه الصدوق رحمه الله في الخصال مسندا عن أبى جعفر عليه السلام والطبرسى في الاحتجاج و فتال النيسابورى في الروضة عنه عليه السلام والراوندى في الخرائج قال: بينا امير المؤمنين (ع) في لرحبة والناس عليه متراكمون فمن بين مستفت ومن بين مستعد إذ قام اليه رجل فقال: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فنظر إليه امير المؤمنين بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت؟ فقال: أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك. قال: ما أنت من رعيتى ولا من أهل بلادى ولو سلمت على يوما واحدا ما خفيت على. فقال: الامان يا امير المؤمنين. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هل أحدثت في مصرى هذا حدثا منذ دخلته؟ قال: لا. قال: فلعلك من رجال الحرب قال: نعم قال: إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس. قال: أنا رجل بعثنى اليك معاوية متغفلا لك أسألك عن شئ بعث فيه ابن الاصفر وقال له: أن كنت أحق بهذا الامر والخليفة بعد محمد صلى الله عليه وآله فأجبنى عما أسألك فانك اذا فعلت ذلك لابتعثك وبعثت اليك بالجائزة فلم يكن عنده جواب وقد أقلقه ذلك فبعثنى اليك لاسألك عنها. فقال امير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله إبن أكلة الاكباد - إلى آخر الخبر مع اختلاف يسير. (4) في الخصال [ يعنى الحسن (ع) وكان صبيا فقال له الحسن عليه السلام: سلنى عما بدا لك؟ فقال الشامى: كم بين الحق الخ ]. وقوله: " كان صبيا " فيه ما فيه لكونه عليه السلام جاوز الثلاثين حينذاك. (*)
(1) أى وعن العين التى تأوى اليه أرواح المشركين. (2) فلا يمكن تحديدها. (3) المجرة: هى البياض المعترض في السماء والسواد من جانبيها، قوامها نجوم كثيرة لا تدرك بمجرد البصر وانما ينتشر ضوؤها فيرى كانه بقعة بيضاء والعامة يسميها درب التبانة. والاشراج جمع الشرج - بالتحريك -: عرى العيبة والانشقاق في القوس. والهمر: صب الماء بشدة. والانهمار: الانصباب. ومهبط الماء المنهمر إشارة إلى قول الله عزوجل: " فكذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا - إلى قوله : ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " سورة القمر آية 12. (4) قوس قزح: طرائق منقوشة بالوان من صفرة وخضرة وحمرة تبدوا في السماء. ولا يفصل قزح من قوس ولا تنصرف لانه اسم شيطان قاله ابن عباس رضى الله عنه. وهو يتكون من تكسر أشعة النور على قطرات الماء أو البخار ويظهر من الجهة المقابلة للشمس من الفلك. (5) سورة الاسراء آية 12. (6) انتضح أى ظهر وارتفع. والدلس - محركة -: الظلمة واختلاط الظلام. (*)
(1) بفتح السين وكسكران جبل وغربه واد يقال له: رك. به نخل وآبار مطوية بالصخر، طيبة الماء باعلاه برقه يقال لها: الراء وبينه وبين فيد أربعة أميال عن يمين الذاهب إلى مكة ويمتد إلى قرب الشام وقيل: سلمى موضع بنجد وأطم بالطائف (قاله الحموى). (2) برهوت - كجبروت -: واد باليمن أو بئر بحضرموت وقيل: هو اسم البلد الذى فيه البئر رائحتها منتنة فظيعة جدا. ولعل سلمى وبرهوت من المظاهر الجزئية للجنة والنار. راجع ما قاله الفيض رحمه الله في كتابه الموسوم به مرآة الاخرة. (3) في الخصال [ فانه ينتظر به فان كان ذكرا احتلم وان كانت انثى حاضت وبدا ثديها ]. (4) في الخصال [ الحجر وأشد من الحجر لحديد يقطع به الحجر وأشد من الحديد النار تذيب الحديد وأشد من النار الماء يطفئ النار وأشد من الماء السحاب يحمل الماء وأشد من السحاب الريح يحمل السحاب وأشد من الريح الملك الذى يرسلها وأشد من الملك ملك الموت الذى يميت الملك وأشد من ملك الموت الموت الذى يميت ملك الموت وأشد من الموت أمر الله الذى يميت الموت ]. وكذا في الاحتجاج والروضة والخرائج مع ادنى اختلاف. (5) ابن الاصفر ملك الروم وانما سمى الروم بنو الاصفر لان أباهم الاول كان أصفر اللون وهو روم بن عيص بن اسحاق بن ابراهيم. ذكره الجزرى. (6) في الخصال [ فكتب اليه ابن الاصفر يا معاوية لم تكلمنى بغير كلامك وتجيبنى بغير جوابك أقسم بالمسيح ما هذا جوابك وما هو إلا من معدن النبوة وموضع الرسالة وأما أنت فلو سألتنى درهما ما اعطيتك ]. (*)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق