الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام - تفضيله العلم

تفضيله العلم

أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به. وأن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم بينكم، مضمون لكم (3)، قد قسمه عادل بينكم وضمنه، سيفي لكم به، والعلم مخزون عليكم (4) عند أهله قد امرتم بطلبه منهم، فاطلبوه واعلموا أن كثرة المال مفسدة للدين مقساة للقلوب (5) وأن كثرة العلم والعمل به مصلحة للدين وسبب إلى الجنة. والنفقات تنقص المال والعلم يزكو على إنفاقه (6)


___________________
(1) في الكافى [ يكفيكم الله من أذاكم وبغى عليكم ]. (2) أى حفط رعايته وامتثال أمره. وفى الكافى بتقديم " نبيكم " على " فيكم ". (3) " مقسوم " إشارة إلى قوله تعالى: " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " وقوله: " مضمون"، اشارة إلى قوله عزوجل: " وما من دابة الا على الله رزقها ". (وافى) (4) في الكافى بدون " عليكم ". (5) أى سبب الفساد له. والمقساة: ما يقسى. (6) اى ينمو ويزداد. والبث النشر. (*)

[200]


فإنفاقه بثه إلى حفظته ورواته. واعلموا أن صحبة العلم واتباعه دين يدان الله به. و طاعته مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات وذخيرة للمؤمنين ورفعة في حياتهم وجميل الاحدوثة عنهم بعد موتهم (1). إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع. وعينه البراء‌ة من الحسد. وأذنه الفهم. ولسانه الصدق. وحفظه الفحص. وقلبه حسن النية. وعقله معرفة الاسباب بالامور. ويده الرحمة. وهمته السلامة. ورجله زيارة العلماء. و حكمته الورع. ومستقره النجاة. وقائده العافية. ومركبه الوفاء. وسلاحه لين الكلام وسيفه الرضى. وقوسه المدارأة. وجيشه محاورة العلماء. وماله الادب. وذخيرته اجتناب الذنوب. وزاده المعروف ومأواه الموادعة (2). ودليله الهدى. ورفيقه صحبة الاخيار (3).  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق