الخميس، 10 سبتمبر 2015

ما روي عن أمير المؤمنين (ع) - ومن كلامه عليه السلام في وضع المال مواضعه

ومن كلامه عليه السلام في وضع المال مواضعه

 لما رأت طائفة من أصحابه بصفين ما يفعله معاوية بمن انقطع إليه وبذله لهم الاموال - والناس أصحاب دنيا - قالوا لامير المؤمنين عليه السلام: أعط هذا المال وفضل الاشراف ومن تخوف خلافه وفراقه حتى إذا استتب (1) لك ما تريد عدت إلى أحسن ما كنت عليه من العدل في الرعية والقسم بالسوية (2). فقال: أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه من أهل الاسلام والله لا أطور به ما سمر به سمير (3) وما أم نجم في السماء نجما (4) ولو كان مالهم مالي لسويت بينهم فكيف وإنما هي أموالهم. ثم أزم طويلا ساكتا (5)|. ثم قال: من كان له مال فإياه والفساد، فإن إعطاء‌ك المال في غير وجهه تبذير (6) وإسراف وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله (7). ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه وعند غير أهله

___________________
(1) استتب: استقام واطرد واستمر. (2) رواه الشيخ أبوعلى ابن الشيخ في أماليه ص 121 مع اختلاف يسير أشرنا إلى بعضه. (3) لا أطور به: لا أقاربه. والسمير: الدهر أى لا أقاربه مدى الدهر ولا أفعله أبدا. وفى الامالى [ أتأمرونى أن أطلب النصر بالجور والله لا افعلن ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم والله لو كان مالى لواسيت بينهم وكيف وإنما هو أموالهم ]. (4) أم: قصد أى ما قصد نجم نجما. (5) أزم: امسك. (6) في بعض النسخ [ في غيره ] وفى الامالى [ غير حقه ]. (7) في الامالى [ وهو وإن كان ذكرا لصاحبه في الدنيا والاخرة فهو يضيعه عند الله ]. (*)

[186]

إلا حرمه شكرهم وكان خيره لغيره. فإن بقي معه منهم من يريه الود ويظهر له الشكر فإنما هو ملق وكذب (1) وإنما يقرب لينال من صاحبه مثل الذي كان يأتي إليه قبل. فإن زلت بصاحبه النعل واحتاج إلى معونته ومكافأته فأشر خليل وألام خدين (2) مقالة جهال مادام عليهم منعما وهو عن ذات الله بخيل فأي حظ أبور وأخس من هذا الحظ؟ !. وأي معروف أضيع وأقل عائدة من هذا المعروف؟!. فمن أتاه مال فليصل به القرابة وليحسن به الضيافة وليفك به العاني (3) والاسير وليعن به الغارمين وابن السبيل والفقراء والمهاجرين وليصبر نفسه على الثواب والحقوق فإنه يحوز بهذه الخصال شرفا في الدنيا ودرك فضائل الآخرة (4).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق