اعلم
رحمك الله أن لله عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة تحركتها، أو سكنة سكنتها
أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها وآلة تصرفت بها، بعضها أكبر من بعض.
وأكبر حقوق الله عليك ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى من حقه الذي هو أصل الحقوق ومنه تفرع.
ثم
أوجبه عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك، فجعل لبصرك عليك
حقا ولسمعك عليك حقا وللسانك عليك حقا وليدك عليك حقا ولرجلك عليك حقا
ولبطنك عليك حقا ولفرجك عليك حقا، فهذه الجوارح السبع التي بها تكون
الافعال. ثم جعل عزوجل لافعالك عليك حقوقا، فجعل لصلاتك عليك حقا ولصومك
عليك حقا ولصدقتك عليك حقا ولهديك عليك حقا ولافعالك عليك حقا ثم تخرج
الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك، وأوجبها عليك حقوق أئمتك
ثم حقوق رعيتك ثم حقوق رحمك، فهذه حقوق يتشعب منها حقوق فحقوق أئمتك ثلاثة
أوجبها عليك حق سائسك بالسلطان ثم سائسك بالعلم، ثم حق سائسك بالملك وكل
سائس
___________________________________
(١)
رواها الصدوق في الخصال مع اختلاف وفى الفقيه أيضا عن أبى حمزة الثمالى
قال: هذه رسالة على بن الحسين عليهما السلام إلى بعض أصحابه ونقله المحدث
النورى رحمه الله في المستدرك ج ٢ ص ٢٧٤ عن التحف قائلا بعده: قلت: قال
السيد على بن طاووس في فلاح السائل: وروينا باسنادنا في كتاب الرسائل عن
محمد بن يعقوب الكينى باسناده إلى مولانا زين العابدين عليه السلام أنه
قال: فاما حقوق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة ... وساق مثل ما مر عن تحف
العقول ومنه يعلم أن هذا الخبر الشريف المعروف بحديث الحقوق مروى في رسائل
الكلينى على النحو المروى في التحف لا على النحو الموجود في الفقيه والخصال
والظاهر لكل من له انس بالاحاديث أن المروى في الفقيه و الخصال مختصر مما
في التحف واحتمال التعدد في غاية البعد ويؤيد الاتحاد أن النجاشى قال في
ترجمة أبى حمزة: وله رسالة الحقوق عن على بن الحسين عليهما السلام أخبرنا
أحمد بن على قال حدثنا الحسن بن حمزة قال: حدثنا على بن ابراهيم عن أبيه عن
محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن على بن الحسين عليهما السلام وهذا السند
أعلى وأصح من طريق الصدوق (ره) في الخصال إلى آخر ما قاله رحمه الله وقد
أشرنا إلى بعض موارد الاختلاف في الهامش.
(*)
[٢٥٦]
إمام
(١) وحقوق رعيتك ثلاثة أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم
فإن الجاهل رعية العالم وحق رعيتك بالملك من الازواج وما ملكت من الايمان
(٢). وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة. فأوجبها عليك حق
امك، ثم حق أبيك ثم حق ولدك، ثم حقد أخيك ثم الاقرب فالاقرب والاول
فالاول، ثم حق مولاك المنعم عليك، ثم حق مولاك الجارية نعمتك عليه، ثم حق
ذي المعروف لديك، ثم حث مؤذنك بالصلاة، ثم حق إمامك في صلاتك، ثم حق جليسك
ثم حق جارك، ثم حق صاحبك، ثم حق شريكك، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي
تطالبه، ثم حق غريمك الذي يطالبك، ثم حق خليطك، ثم حق خصمك المدعي عليك ثم
حق خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم حق المشير عليك، ثم حق مستنصحك،
ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو أصغر منك، ثم حق
سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو فعل أو
مسرة بذلك بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير تعمد منه، ثم حق أهل ملتك عامة،
ثم حق أهل الذمة (٣)، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الاحوال وتصرف الاسباب،
فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه ووفقه وسدده.
١
- فأما حق الله الاكبر فإنك تعبده لا تشرك به شيئا، فإذا فعلت ذلك بإخلاص
جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ويحفظ لك ما تحب منها (٤).
٢
- وأما حق نفسك عليك فأن تستوفيها في طاعة الله، فتؤدي إلى لسانك حقه وإلى
سمعك حقه وإلى بصرك حقه وإلى يدك حقها وإلى رجلك حقها وإلى بطنك حقه وإلى
فرجك حقه وتستعين بالله على ذلك.
٣ - وأما حق اللسان فإكرامه عن الخنى (٥) وتعويده على الخير وحمله على الادب
___________________________________
(١) السائس: القائم بأمر والمدبر له.
(٢) في الخصال بدون " من ".
(٣) في الخصال والفقيه [ ثم حق أهل ملتك عليك، ثم حق أهل ذمتك ].
(٤) كذا والظاهر " منهما ".
(٥) الخنى: الفحش من الكلام.
(*)
[٢٥٧]
وإجمامه
(١) إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا وإعفاؤه عن الفضول الشنعة
القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها. ويعد شاهد العقل
والدليل عليه وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم.
٤
- وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقا إلى قلبك إلا لفوهة كريمة تحدث
في قلبك خيرا أو تكسب خلقا كريما فإنه باب الكلام إلى القلب يؤدي إليه
ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ولا قوة إلا بالله (٢).
٥ - وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصرا أو تستفيد بها علما، فإن البصر باب الاعتبار (٣).
٦
- وأما حق رجليك فأن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ولا تجعلهما مطيتك في
الطريق المستخفة بأهلها فيها فإنها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين والسبق لك
ولا قوة إلا بالله (٤).
٧
- وأما حق يدك فأن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك فتنال بما تبسطها إليه من
الله العقوبة في الآجل، ومن الناس بلسان اللائمة في العاجل (٥) ولا تقبضها
مما افترض الله عليها ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما يحل لها وبسطها إلى
كثير مما ليس عليها، فإذا هي قد عقلت وشرفت في العاجل وجب لها حسن الثواب
في الآجل (٦).
___________________________________
(١) في بعض النسخ [ اجماعه ]. وفى بعضها [ حله بالاداب واجمامه ].
وفى
الخصال ومن لا يحضره الفقيه بعد قوله: " وتعويده الخير " هكذا [ وترك فضول
التى لا فائدة فيها والبر بالناس وحسن القول فيهم ]. انتهى.
(٢) فيهما [ تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه ].
(٣) في بعض النسخ [ تعتقد بها علما ]. وفيهما [ أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظرية ].
(٤) فيهما [ ان لا تمشى بهما إلى ما لا يحل لك، فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتردى في النار ].
(٥) أى عذاب الدنيا والاخرة أما الدنيا فلسان اللائمة من الناس وأما الاخرة فعقوبة الله.
(٦) فيهما [ أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك ].
(*)
[٢٥٨ ]
٨
- وأما حق بطنك فأن لا تجعله وعاء لقليل من الحرام ولا لكثير وأن تقتصد له
في الحلال ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين وذهاب المروة وضبطه إذا
هم بالجوع والظمأ (١) فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة
ومقطعة عن كل بر وكرم.
وإن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة للمروة (٢).
٩
- وأما حق فرجك فحفظه مما لا يحل لك والاستعانة عليه بغض البصر، فإنه من
أعون الاعوان، وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك بالله والتخويف لها به.
وبالله العصمة والتأييد ولا حول ولا قوة إلا ه (٣).
*
٢١
- فحق امك فان تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا وأطعمتك من ثمرة
قلبها ما لا يطعم أحدا أحدا. وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها
وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك، فرحة، موابلة (١) محتملة لما فيه
مكروهها وألمها وثقلها وغمها حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الارض
فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعرى وترويك وتظمأ وتظلك وتضحى و تنعمك
ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء، وحجرها لك حواء (٢)
وثديها لك سقاء ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها
على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه (٣).
٢٢
- وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك وأنك فرعه وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت
في نفسك مما يعجبك (٤) فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه واحمد الله
واشكره على قدر ذلك [ ولا قوة إلا بالله].
٢٣
- وأما حق ولدك فتعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك
مسؤول عما وليته من حسن الادب والدلالة على ربه والمعونة له على طاعته فيك
(٥) وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره
عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه
والاخذ له منه ولا قوة إلا بالله.
٢٤ - وأما حق أخيك فتعلم أنه يدك التي تبسطها وظهرك الذي تلتجئ إليه
___________________________________
(١) كذا. ووابله: واظبه.
(٢) الحواء: ما يحتوى به الشى من حوى الشئ إذا أحاط به من جهاته.
(٣)
فيهما [ فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا واعطتك من ثمرة قلبها
مالا يعطى أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش
وتسقيك وتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لاجلك ووقتك الحر والبرد
لتكون لها فانك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه].
(٤) فيهما [ فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم ... الخ ].
(٥) فيهما [ على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه معاقب على الاساءة إليه ]. انتهى.
(*)
[٢٦٤]
وعزك
الذي تعتمد عليه وقوتك التي تصول بها فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ولا
عدة للظلم بحق الله (١) ولا تدع نصرته على نفسه ومعونته على عدوه والحول
بينه وبين شياطينه وتأدية النصيحة إليه والاقبال عليه في الله، فإن انقاد
لربه وأحسن الاجابة له وإلا فليكن الله آثر عندك وأكرم عليك منه (٢).
٢٥
- وأما حق المنعم عليك بالولاء (٣) فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله وأخرجك من
ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وانسها وأطلقك من أسر الملكة وفك عنك حلق
العبودية (٤) وأوجدك رايحة العز وأخرجك من سجن القهر ودفع عنك العسر و بسط
لك لسان الانصاف وأباحك الدنيا كلها فملكك نفسك وحل أسرك وفرغك لعبادة ربك
واحتمل بذلك التقصير في ماله. فتعلم أنه أولى الخلق بك بعد أولي رحمك في
حياتك وموتك وأحق الخلق بنصرك ومعونتك ومكانفتك في ذات الله (٥)، فلا تؤثر
عليه نفسك ما احتاج إليك (٦).
٢٦
- وأما حق مولاك الجارية عليه نعمتك فأن تعلم أن الله جعلك حامية عليه
وواقية وناصرا ومعقلا وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه فبالحري أن يحجبك عن
النار فيكون في ذلك ثواب منه(٧) في الآجل ويحكم لك بميراثه في العاجل إذا
لم يكن له رحم مكافأة لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقه بعد إنفاق
مالك، فإن لم
___________________________________
(١) في بعض النسخ [ للظلم لخلق الله ].
(٢)
فيهما [أن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ولا
عدة لظلم خلق الله ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له فأن أطاع الله والا
فليكن الله أكرم عليك منه ولا قوة إلا بالله].
(٣) الولاء - بالفتح -: النصرة والملك والمحبة والصداقة والقرابة.
(٤) الحلق - كقصع وبدر -: جمع حلقة - كقصعة وبدرة.
ويجمع أيضا على حلق - بفتحتين - على غير قياس.
وفيهما
[ وفك عنك قيد العبودية وأخرجك من السجن وملكك نفسك وفرغك لعبادة ربك
وتعلم أنه أولى الخلق في حياتك وموتك وأن نصرته عليك واجبة بنفسك وما احتاج
إليه منك ولا قوة الا بالله ].
(٥) المكانفة: المعاونة.
(٦) فلا تؤثر عليه أى فلا ترجح ولا تختر. وفى بعض النسخ [ ما احتاج إليك أحدا ].
(٧) في بعض النسخ [ ثوابك منه ].
(*)
[٢٦٥]
تقم بحقه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه (١). ولا قوة إلا بالله.
٢٧
- وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه وتنشر له المقالة
الحسنة (٢) وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه، فإنك إذا فعلت ذلك
كنت قد شكرته سرا وعلانية.
ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته وإلا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها (٣).
٢٨
- وأما حق المؤذن فأن تعلم أنه مذكرك بربك وداعيك إلى حظك وأفضل أعوانك
على قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك.
وإن
كنت في بيتك مهتما لذلك لم تكن لله في أمره متهما وعلمت أنه نعمة من الله
عليك لا شك فيها فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال ولا قوة
إلا بالله (٤).
٢٩
- وأما حق إمامك في صلاتك فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك وبين
الله والوفادة إلى ربك وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع له (٥)
وطلب فيك ولم تطلب فيه وكفاك هم المقام بين يدي الله والمسألة له فيك.
ولم تكفه ذلك فإن كان في شئ من ذلك تقصير كان به دونك وإن كان آثما لم تكن شريكه فيه ولم
___________________________________
(١) في بعض النسخ [ فان لم تخفه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه ].
وفيهما
[ وأما حق مولاك الذى انعمت عليه فان تعلم أن الله عزوجل جعل عتقك له
وسيلة اليه وحجابا لك من النار وأن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له
رحم مكافأة لما أنفقت من مالك وفى الاجل الجنة ].
(٢)
فيهما [ وتكسبه المقاله الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله تعالى
فاذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ثم إن قدرت على مكافأته يوما
كافأته ]. انتهى.
(٣) الضمير في عليها يرجع إلى المكافأة أى ترصد وتراقت وتهيئ نفسك على المكافأة في وقتها.
(٤)
فيهما [ وحق المؤذن أن تعلم أنه مذكر لك ربك عزوجل وداع لك إلى حظك وعونك
على قضاء فرض الله عليك فاشكره على ذلك شكر المحسن إليك ].
(٥)
فيهما بعد هذه الجملة هكذا [ وكفاك هول المقام بين يدى الله عزوجل فان كان
نقص كان به دونك وإن كان تماما كنت شريكه ولم يكن له عليك فضل فوقى نفسك
بنفسه وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك ]. انتهى.
(*)
[٢٦٦]
يكن له عليك فضل، فوقى نفسك بنفسه ووقى صلاتك بصلاته، فتشكر له على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
٣٠
- وأما حق الجليس فأن تلين له كنفك (١) وتطيب له جانبك وتنصفه في مجاراة
اللفظ (٢) ولا تغرق في نزع اللحظ إذا لحظت وتقصد في اللفظ إلى إفهامه إذا
لفظت وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار وإن كان الجالس إليك
كان بالخيار. ولا تقوم إلا بإذنه ولا قوة إلا بالله.
٣١
- وأما حق الجار فحفظه غائبا وكرامته شاهدا ونصرته ومعونته في الحالين
جميعا (٣)، لا تتبع له عورة ولا تبحث له عن سوء [ ة ] لتعرفها، فإن عرفتها
منه عن غير إرادة منك ولا تكلف، كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا، لو
بحثت الاسنة عنه ضميرا لم تتصل إليه لانطوائه عليه.
لا
تستمع (٤) عليه من حيث لا يعلم. لا تسلمه عند شديدة ولا تحسده عند نعمة.
تقيل عثرته وتغفر زلته. ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك ولا تخرج أن تكون
سلما له. ترد عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل النصيحة وتعاشره معاشرة
كريمة ولا حول ولا قوة إلا بالله (٥).
٣٢ - وأما حق الصاحب فأن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلا وإلا فلا أقل من الانصاف.
وأن
تكرمه كما يكرمك وتحفظه كما يحفظك ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة،
فإن سبقك كافأته. ولا تقصر به عما يستحق من المودة. تلزم نفسك
___________________________________
(١) الكنف: الجانب والظل.
(٢)
يقال: تجاروا في الحديث: جرى كل واحد مع صاحبه ومنه مجاراة من لا عقل له
اى الخوض معه في الكلام. " ولا تغرق " أى ولا تبالغ في أمره. وفيهما بعد
هذا الكلام [ فلا تقوم من مجلسك إلا باذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام
بغير إذنك. وتنسى زلاته. وتحفظ خيراته. ولا تسمعه إلا خيرا]. انتهى.
(٣) المراد بالحالين: الشهود والغياب.
(٤) في بعض النسخ [ لا تسمع ].
(٥)
فيهما [ وأما حق جارك فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما
ولا تتبع له عورة فان علمت عليه (خ ل فيه) سوءا سترته عليه وإن علمت أنه
يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلمه عند شديدة وتقيل عثرته وتغفر
ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة الا بالله ].
(*)
[٢٦٧]
نصيحته
وحياطته ومعاضدته عليه طاعة ربه ومعونته على نفسه فيما لا يهم به من معصية
ربه، ثم تكون [عليه] رحمة ولا تكون عليه عذابا ولا قوة إلا بالله (١).
٣٣
- وأما حق الشريك فإن غاب كفيته وإن حضر ساويته (٢) ولا تعزم على حكمك دون
حكمه ولا تعمل برأيك دون مناظرته وتحفظ عليه ماله وتنفي عنه خيانته فيما
عز أو هان (٣) فإنه بلغنا " أن يد الله على الشريكين ما لم يتخاونا " ولا
قوة إلا بالله.
٣٤
- وأما حق المال فأن لا تأخذه إلا من حله ولا تنفقه إلا في حله ولا تحرفه
عن مواضعه ولا تصرفه عن حقائقه ولا تجعله إذا كان من الله إلا إليه وسببا
إلى الله. ولا تؤثر به على نفسك من لعله لا يحمدك وبالحري أن لا يحسن
خلافته في تركتك (٤) ولا يعمل فيه بطاعة ربك فتكون معينا له على ذلك أو بما
أحدث في مالك أحسن نظرا لنفسه فيعمل بطاعة ربه فيذهب بالغنيمة وتبوء
بالاثم والحسرة والندامة مع التبعة (٥) ولا قوة إلا بالله (٦).
٣٥
- وأما حق الغريم الطالب لك (٧) فإن كنت موسرا أوفيته وكفيته وأغنيته ولم
تردده وتمطله (٨) فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " مطل الغني ظلم "
وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول وطلبت إليه طلبا جميلا ورددته عن نفسك
ردا لطيفا ولم تجمع عليه
___________________________________
(١)
فيهما [ أما حق الصاحب فان تصحبه بالتفضل والانصاف وتكرمه كما يكرمك ولا
تدعه يسبق إلى مكرمة فان سبق كافأته وتوده كما يودك وتزجره عما يهم به من
معصية وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله ].
(٢)
فيهما [ وأما حق الشريك فان غاب كفيته وإن حضر رعيته ولا تحكم دون حكمه
ولا تعمل برأيك دون مناظرته وتحفظ عليه ماله ولا تخنه ... إلخ ].
(٣) في بعض النسخ [ تتقى خيانته فيما عز أو هان ].
(٤) اى ميراثك والتركة - بفتح فكسر -: الشئ المتروك أى تركة الميت.
(٥) التبعة: ما يترتب على الفعل من الشر وقد يستعمل في الخير.
(٦)
فيهما [ أما حق مالك فان لا تأخذه الا من حله ولا تنفقه إلا في وجهه ولا
تؤثر على نفسك من لا يحمدك فاعمل فيه بطاعة ربك ولا تبخل به فتبوء بالحسرة
والندامة مع السعة (خ ل مع التبعة) ولا قوة إلا بالله ]. وليس في النسخ ولا
في الخصال حق الغريم الذى تطالبه، وسقط من الجميع.
(٧) الغريم: الدائن ويطلق أيضا على المديون. وفى بعض النسخ [ الغريم المطالب لك ].
(٨) المطل: التسويف والتعلل في أداء الحق وتأخيره عن وقته.
(*)
[٢٦٨]
ذهاب ماله وسوء معاملته، فإن ذلك لؤم ولا قوة إلا بالله (١).
٣٦
- وأما حق الخليط (٢) فأن لا تغره ولا تغشه ولا تكذبه ولا تغفله ولا تخدعه
ولا تعمل في انتقاضه عمل العدو الذي لا يبقى على صاحبه وإن اطمأن إليك
استقصيت له على نفسك (٣) وعلمت أن غبن المسترسل ربا (٤) ولا قوة إلا بالله
(٥).
٣٧ -
وأما حق الخصم المدعي عليك فإن كان ما يدعي عليك حقا لم تنفسخ في حجته *
ولم تعمل في إبطال دعوته وكنت خصم نفسك له والحاكم عليها والشاهد له بحقه
دون شهادة الشهود، فإن ذلك حق الله عليك وإن كان ما يدعيه باطلا رفقت به
وروعته و ناشدته بدينه (٦) وكسرت حدته عنك بذكر الله وألقيت حشو الكلام
ولغطه الذي لا يرد عنك عادية عدوك (٧) بل تبوء بإثمه وبه يشحذ عليك سيف
عداوته، لان لفظة السوء تبعث الشر. والخير مقمعة للشر ولا قوة إلا بالله
(٨).
٣٨ -
وأما حق الخصم المدعى عليه فإن كان ما تدعيه حقا أجملت في مقاولته بمخرج
الدعوى (٩)، فإن للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه. وقصدت قصد حجتك بالرفق
وأمهل المهلة وأبين البيان وألطف اللطف ولم تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل
والقال فتذهب عنك حجتك ولا يكون لك في ذلك درك ولا قوة إلا بالله (١٠).
___________________________________
(١) فيهما [ واما حق غريمك الذى يطالبك فان كنت مؤسرا أعطيته وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا ].
(٢) الخليط: المخالط كالنديم والشريك والجليس ونحوها.
(٣) استقصى في المسألة: بلغ الغاية.
(٤)
وفى الحديث " غبن المسترسل سحت " و " غبن المسترسل ربا " والاسترسال:
الاستيناس إلى الانسان والثقة به فيما يحدثه وأصله السكون والثبات.
(٥) فيهما بعد قوله: ولا تخدعه [ وتتقى الله تعالى في أمره ]. كذا.
(٦) روعه: أفزعه. وناشدته بدينه: حلفته وطلبته به.
(٧) اللغط: كلام فيه جلبة واختلاط ولا يتبين. وعادية عدوك أى حدته وغضبه وعادية السم: ضرره.
ويشحذ عليك أى يغضب واصله من شحذ السكين ونحوه: أحده.
(٨)
فيهما [ وحق الخصم المدعى عليك فان كان ما يدعى عليك حقا كنت شاهده على
نفسك ولم تظلمه وأوفيته حقه وإن كان ما يدعى باطلا رفقت به ولم تأت في أمره
غير الرفق ولم تسخط ربك في أمره ولا قوة إلا بالله ].
(٩) المقاولة: المجادلة والمباحثة.
(١٠)
فيهما [ وحق خصمك الذى تدعى عليه إن كنت محقا كنت في دعواك أجملت مقاولته
ولم تجحد حقه وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله عزوجل وتبت إليه وتركت
الدعوى ].
(*)
[٢٦٩]
٣٩
- وأما حق المستشير فإن حضرك له وجه رأي جهدت له في النصيحة وأشرت عليه
بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به وذلك ليكن منك في رحمة ولين، فإن اللين
يؤنس الوحشة وإن الغلظ يوحش موضع الانس وإن لم يحضرك له رأي وعرفت له من
تثق برأيه وترضى به لنفسك دللته عليه وأرشدته إليه، فكنت لم تأله خيرا (١)
ولم تدخره نصحا ولا حول ولا قوة إلا بالله (٢).
٤٠
- وأما حق المشير عليك فلا تتهمه فيما لا يوافقك عليه من رأيه (٣) إذا
أشار عليك فإنما هي الآراء وتصرف الناس فيها واختلافهم. فكن عليه في رأيه
بالخيار إذا اتهمت رأيه، فأما تهمته فلا تجوز لك إذا كان عندك ممن يستحق
المشاورة ولا تدع شكره على ما بدا لك من إشخاص رأيه وحسن وجه مشورته، فإذا
وافقك حمدت الله وقبلت ذلك من أخيك بالشكر والارصاد بالمكافأة في مثلها إن
فزع إليك (٤) ولا قوة إلا بالله.
٤١
- وأما حق المستنصح فإن حقه أن تؤدي إليه النصيحة على الحق الذي ترى له
أنه يحمل وتخرج المخرج الذي يلين على مسامعه. وتكلمه من الكلام بما يطيقه
عقله، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه ويجتنبه وليكن مذهبك الرحمة ولا
قوة إلا بالله (٥).
٤٢
- وأما حق الناصح فأن تلين له جناحك ثم تشرئب له قلبك (٦) وتفتح له سمعك
حتى تفهم عنه نصيحته، ثم تنظر فيها، فان كان وفق فيها للصواب حمدت الله على
ذلك وقبلت منه وعرفت له نصيحته وإن لم يكن وفق لها فيها رحمته ولم تتهمه
وعلمت أنه لم يألك نصحا إلا أنه أخطأ(٧) إلا أن يكون عندك مستحقا للتهمة
___________________________________
(١) لم تأله: لم تقصره من ألا يألو.
(٢) فيهما [ وحق المستشير إن علمت له رأيا حسنا أشرت عليه وإن لم تعلم له أرشدته إلى من يعلم].
(٣) فيهما بعد هذا الكلام [ وإن وافقك حمدت الله تعالى ] انتهى.
(٤) أى اذا استشار هو منك.
(٥) فيهما [ وحق المستنصح أن تؤدى إليه النصيحة وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به ].
(٦) إشرأب للشى: مد عنقه لينظره والمراد أن تسقى قلبك من نصحه.
(٧)
فيهما [ وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغى إليه بسمعك فان أتى بالصواب
حمدت الله تعالى وإن لم يوافق رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه أخطا ولم تؤاخذه
بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشئ من امره على حال ولا قوة إلا
بالله ].
(*)
[٢٧٠]
فلا تعبأ بشئ من أمره (١) على كل حال ولا قوة إلا بالله.
٤٣
- وأما حق الكبير فان حقه توقير سنه وإجلال إسلامه إذا كان من أهل الفضل
في الاسلام بتقديمه فيه وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا
تؤمه في طريق (٢) ولا تستجهله وإن جهل عليك تحملت وأكرمته بحق إسلامه مع
سنه فإنما حق السن بقدر الاسلام ولا قوة إلا بالله(٣).
٤٤
- وأما حق الصغير فرحمته وتثقيفه (٤) وتعليمه والعفو عنه والستر عليه
والرفق به والمعونة له والستر على جرائر حداثته فإنه سبب للتوبة. والمدارأة
له. وترك مماحكته فإن ذلك أدنى لرشده(٥).
٤٥
- وأما حق السائل فإعطاؤه إذا تيقنت صدقه وقدرت على سد حاجته والدعاء له
فيما نزل به والمعاونة له على طلبته، وإن شككت في صدقه وسبقت إليه التهمة
له ولم تعزم على ذلك لم تأمن أن يكون من كيد الشيطان أراد أن يصدك عن حظك
ويحول بينك وبين التقرب إلى ربك فتركته بستره ورددته ردا جميلا. وإن غلبت
نفسك في أمره وأعطيته على ما عرض في نفسك منه.
فإن
ذلك من عزم الامور (٦) ٤٦ - وأما حق المسؤول فحقه إن أعطى قبل منه ما أعطى
بالشكر له والمعرفة لفضله وطلب وجه العذر في منعه وأحسن به الظن.
وأعلم أنه إن منع [ ف ] ماله منع وأن ليس التثريب في ماله (٧) وإن كان ظالما فإن إلانسان لظلوم كفار (٨).
___________________________________
(١) فلا تعبأ: لا تثقل.
(٢) أى ولا تتقدمه. من أم يؤم كما في الخصال.
(٣)
فيهما [ وحق الكبير توقيره لسنه وإجلالة لتقدمه في الاسلام قبلك وترك
مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تتقدمه ولا تستجهله وإن جهل
عليك احتملته وأكرمته لحق الاسلام وحرمته ].
(٤) ثقف الولد: هذبه وعلمه.
(٥) فيهما [ حق الصغير رحمته في تعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له ].
(٦) فيهما [ حق السائل اعطاؤه على قدر حاجته ].
(٧) التثريب: التوبيخ والملامة.
(٨) فيهما [ حق المسؤول إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله وإن منع فاقبل عذره ].
(*)
[٢٧١]
٤٧
- وأما حق من سرك الله به وعلى يديه، فإن كان تعمدها لك حمدت الله أولا ثم
شكرته عى ذلك بقدره في موضع الجزاء وكافأته على فضل الابتداء وأرصدت له
المكافأة، وإن لم يكن تعمدها حمدت الله وشكرته وعلمت أنه منه، توحدك بها و
أحببت هذا إذ كان سببا من أسباب نعم الله عليك وترجو له بعد ذلك خيرا، فإن
أسباب النعم بركة حيث ما كانت وإن كان لم يتعمد ولا قوة إلا بالله (١).
٤٨
- وأما حق من ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل فإن كان تعمدها كان العفو
أولى بك لما فيه له من القمع وحسن الادب مع كثير أمثاله من الخلق. فإن
الله يقول: " ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل - إلى قوله -:
من عزم الامور (٢) " وقال عزوجل وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن
صبرتم لهو خير للصابرين (٣) " هذا في العمد فإن لم يكن عمدا لم تظلمه
بتعمد الانتصار منه فتكون قد كافأته في تعمد على خطأ. ورفقت به ورددته
بألطف ما تقدر عليه ولا قوة إلا بالله (٤).
٤٩
- وأما حق أهل ملتك عامة فإضمار السلامة ونشر جناح الرحمة والرفق بمسيئهم.
وتألفهم واستصلاحهم وشكر محسنهم إلى نفسه وإليك فإن إحسانه إلى نفسه
إحسانه إليك إذا كف عنك أذاه وكفاك مؤونته وحبس عنك نفسه فعمهم جميعا
بدعوتك وانصرهم جميعا بنصرتك وانزلتهم جميعا منك منازلهم، كبيرهم بمنزلة
الوالد وصغيرهم بمنزلة الولد وأوسطهم بمنزلة الاخ. فمن أتاك تعاهدته بلطف
ورحمة. وصل أخاك بما يجب للاخ على أخيه (٥).
٥٠ - وأما حق أهل الذمة فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله وتفي (٦) بما
___________________________________
(١) فيهما [ حق من سرك لله تعالى أن تحمد الله أولا ثم تشكره ].
(٢) سورة الشورى آية ٤١.
(٣) سورة النحل آية ١٢٦.
(٤)
فيهما [ وحق من أساءك أن تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضر انتصرت قال الله
تعالى: " ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل ].
(٥)
فيهما [ وحق أهل ملتك اضمار السلامة والرحمة لهم والرفق بمسيئهم وتألفهم
واستصلاحهم وشكر محسنم وكف الاذى عنهم وتحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما
تكره لنفسك وأن تكون شيوخهم بمنزلة ابيك وشبابهم بمنزلة اخوتك وعجائزهم
بمنزلة امك والصغار بمنزلة اولادك ].
(٦) في بعض النسخ [ وكفى ].
(*)
[٢٧٢]
جعل
الله لهم من ذمته وعهده وتكلهم إليه فميا طلبوا من أنفسهم وأجبروا عليه
وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك [ وبينهم ] من معاملة
وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده. وعهد رسول الله
صلى الله عليه وآله حائل فانه بلغنا أنه قال: " من ظلم معاهدا كنت خصمه "
فاتق الله ولا حول وقوة إلا بالله (١) فهذه خمسون حقا محيطا بك لا تخرج
منها في حال من الاحوال يجب عليك رعايتها والعمل في تأديتها والاستعانة
بالله جل ثناؤه على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين.