* (ومن حكمه عليه السلام) *
لا يصلح من لا يعقل (٢). ولا يعقل من لا يعلم. وسوف ينجب من يفهم. ويظفر من يحلم. والعلم جنة. والصدق عز. والجهل ذل. والفهم مجد (٣). والجود نجح. وحسن الخلق مجلبة للمودة. والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس (٤). والحزم مشكاة الظن (٥) والله ولي من عرفه وعدو من تكلفه. والعاقل غفور والجاهل ختور (٦). وإن شئت أن تكرم فلن. وإن شئت أن تهان فاخشن. ومن كرم أصله لان قلبه. ومن خشن عنصره غلظ كبده (٧). ومن فرط تورط (٨). ومن خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم. ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه (٩). ومن لم يعلم لم يفهم. ومن لم يفهم لم يسلم. ومن لم يسلم لم يكرم. ومن لم يكرم تهضم. ومن تهضم كان ألوم (١٠). ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم. إن قدرت أن لا تعرف فافعل. وما عليك إذا لم يثن الناس
___________________________________
(١) سورة البقرة آية ١٠٣ (٢) رواها الكلينى في الكافى ج ١ ص ٢٦ وفيه [ لا يفلح من لا يعقل ].
(٣) المجد: العز والرفعة. والنجح: الفوز والظفر.
(٤) اللبس - بالفتح -. الشبهة، أى لا تدخل عليه الشبهات.
(٥) المشكاة: كوة غير نافذة وأيضا: ما يوضع فيها المصباح.
وفى الكافى [ والحزم مساءة الظن ] والمساءة مصدر ميمى.
(٦) ختر - كضرب ونصر - ختورا: خبث وفسد. والختر: الغدر والخديعة.
(٧) العنصر: الاصل. " وغلظ كبده " أى قسا قلبه.
(٨) أى من قصر في طلب الحق وفعل الطاعات اوقع نفسه في ورطات المهالك.
(٩) أى ذل نفسه.
(١٠) تهضم من باب التفعل. وفى بعض النسخ [ يهضم ] في الموضعين أى يظلم ويغصب.
(*)
[٣٥٧]
عليك. وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا، إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: " لا خير في الحياة إلا لاحد رجلين: رجل يزداد كل يوم فيها إحسانا ورجل يتدارك منيته بالتوبة (١) " إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل وإن عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنع ولا تداهن. صومعة المسلم بيته يحبس فيه نفسه وبصره ولسانه وفرجه. إن من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها على لسانه.
ثم قال عليه السلام: كم من مغرور بما أنعم الله عليه. وكم من مستدرج بستر الله عليه. وكم من مفتون بثناء الناس عليه. إني لارجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الامة إلا [ ل ] أحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر. صاحب هوى. والفاسق المعلن. الحب أفضل من الخوف. والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله. كن ذنبا ولا تكن رأسا.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله من خاف كل لسانه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق