الجمعة، 27 نوفمبر 2015

ما روي عن الإمام الرضا (ع) - جوابه عليه السلام للمأمون في جوامع الشريعة لما سأله جمع ذلك

(ما روي عن الامام الهمام أبى الحسن على بن موسى الرضا (ع)
في طوال هذه المعانى)
(جوابه عليه السلام للمأمون) في جوامع الشريعة لما سأله جمع ذلك
روي أن المأمون بعث الفضل بن سهل ذا الرياستين (١) إلى الرضا عليه السلام فقال له: إني أحب أن تجمع لي من الحلال والحرام والفرائض والسنن، فإنك حجة الله على خلقه ومعدن العلم.
فدعا الرضا عليه السلام بدواة وقرطاس، وقال عليه السلام للفضل: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم حسبنا شهادة أن لا إله إلا الله، أحدا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، قيوما،
___________________________________
(١) رواه الصدوق - رحمه الله - في العيون عن عبدالواحد بن محمد بن عبدوس عن على بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان.
وعن حمزة بن محمد بن احمد عن ابى نصر قنبر بن على بن شاذان عن ابيه عن الفضل بن شاذان.
وعن ابى محمد جعفر بن نعيم بن شاذان، عن عمه عن الفضل بن شاذان.
والفضل بن سهل هذا هو وزير المأمون ومدبر اموره لقب بذى الرياستين لانه قلد الوزارة والسيف جميعا كان مجوسيا فاسلم على يدى المأمون سنة ١٩٠، او يدى يحيى بن خالد البرمكى وكان من صنائع آل برمك: كان عالما فاضلا ومن أخبر الناس بعلم النجوم وأكثرهم اصابة في احكامه قيل ومن اصاباته ما حكم به على نفسه. وكان يتشيع وهو الذى اشار على المأمون بولاية العهد لابى الحسن الرضا عليه السلام فلما ندم المأمون من ولاية العهد ثقل عليه امر الفضل واحتال عليه خرج من مرو منصرفا إلى العراق ودس عليه حتى قتله غالب السعودى الاسود مع جماعة في حمام سرخس مغافصة سنة ٢٠٣، وروى الصدوق في العيون أخبارا في ذمه وأنه كان معاندا للرضا عليه السلام واخوه ابومحمد الحسن بن سهل هو الذى حاصر بغداد بمشاركة طاهر بن الحسين ذى اليمينين وقتل الامين محمد بن الزبيدة المخلوع أخا المأمون سنة ١٩٨ وكان من المنسوبين إلى مذهب الامامية وتولى الوزارة بعد أخيه وكان عالما بالنجوم قيل: وهو الذى أخبر أخاه بقتله بحساب النجوم توفى سنة ٢٣٦ وبنته يوران هى التى تزوجها المأمون وبذل لها ما لم يبذل أحدا. وكان ذو الرياستين وأخوه من أهل سرخس من بلاد خراسان وهو الذى كتب أبوالحسن الرضا عليه السلام كتاب الجاء والشرط في شأنه وشأن اخيه. وسيأتى سؤاله عن الرضا عليه السلام من النجوم في خلق الليل والنهار.
(*)
[٤١٦]
سميعا، بصيرا، قويا، قائما باقيا، نورا، عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور، خلق كل شئ، ليس كمثله شئ، لا شبه له ولا ضد ولا ند ولا كفو. وأن محمدا عبده ورسوله وأمينه وصفوته من خلقه، سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل العالمين، لا نبي بعده ولا تبديل لملته ولا تغيير. وأن جميع ما جاء به محمد صلى الله عليه واله أنه هو الحق المبين، نصدق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه. ونصدق بكتابه الصادق " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ". وأنه [ كتاب ] المهيمن على الكتب كلها. وأنه حق من فاتحته إلى خاتمته. نؤمن بمحكمه ومتشابهه. وخاصه وعامه. ووعده ووعيده. وناسخه ومنسوخه وأخباره لا يقدر واحد من المخلوقين أن يأتي بمثله. وأن الدليل والحجة من بعده على المؤمنين و القائم بأمور المسلمين، والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته ووصيه والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، يعسوب المؤمنين وأفضل الوصيين بعد النبيين. وبعده الحسن والحسين عليهما السلام، واحدا بعد واحد إلى يومنا هذا، عترة الرسول وأعلمهم بالكتاب والسنة وأعدلهم بالقضية وأولاهم بالامامة في كل عصر وزمان وأنهم العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا حتى يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين. وأن كل من خالفهم ضال مضل، تارك للحق والهدى. وأنهم المعبرون عن القرآن، الناطقون عن الرسول بالبيان، من مات لا يعرفهم ولا يتولاهم بأسمائهم وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية. وأن من دينهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد وأداء الامانة إلى البر والفاجر وطول السجود والقيام بالليل واجتناب المحارم وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة وحسن الجوار وبذل المعروف وكف الاذى وبسط الوجه والنصيحة والرحمة للمؤمنين. والوضوء كما أمر الله في كتابه غسل الوجه واليدين ومسح الرأس والرجلين واحد فريضة واثنان إسباغ ومن زاد أثم ولم يوجر ولا ينقض الوضوء إلا الريح والبول والغائط والنوم والجنابة. ومن مسح
[٤١٧]
على الخفين فقد خالف الله ورسوله وكتابه ولم يجز عنه وضوء‌ه وذلك أن عليا عليه السلام خالف القوم في المسح على الخفين.
فقال له عمر: رأيت النبي صلى الله عليه واله يمسح.
فقال علي عليه السلام: قبل نزول سورة المائدة أو بعدها؟ قال لا أدري.
قال علي عليه السلام: " لكني أدري أن رسول الله صلى الله عليه واله لم يمسح على خفيه مذ نزلت سورة المائدة ". والاغتسال من الجنابة والاحتلام والحيض، وغسل من غسل الميت فرض. والغسل يوم الجمعة. والعيدين ودخول مكة والمدينة. وغسل الزيارة. وغسل الاحرام. ويوم عرفة. و أول ليلة من شهر رمضان. وليلة تسع عشرة منه. وإحدى وعشرين. وثلاث وعشرين منه سنة. وصلاة الفريضة: الظهر أربع ركعات. والعصر أربع ركعات. والمغرب ثلاث ركعات. والعشاء الآخرة أربع ركعات. والفجر ركعتان، فذلك سبع عشرة ركعة والسنة أربع وثلاثون ركعة: منها ثمان قبل الظهر، وثمان بعدها، وأربع بعد المغرب، وركعتان من جلوس بعد العشاء الآخرة - تعد بواحدة - وثمان في السحر، والوتر ثلاث ركعات (١) وركعتان بعد الوتر. والصلاة في أول الاوقات (٢). وفضل الجماعة على الفرد كل ركعة بألفي ركعة. ولا تصل خلف فاجر (٣). ولا تقتدي إلا بأهل الولاية. ولا تصل في جلود الميتة. ولا جلود السابع. والتقصير في أربع فراسخ، بريد ذاهبا وبريد جائيا (٤)، اثنا عشر ميلا. وإذا قصرت أفطرت. والقنوت في أربع صلوات، في الغداة والمغرب والعتمة (٥) ويوم الجمعة وصلاة الظهر (٦) وكل القنوت قبل الركوع و
___________________________________
(١) ركعتان وركعة، الاوليان بنية الشفع والاخرى بنية الوتر. واما الركعتان بعد الوتر فهما نافلة الصبح.
(٢) أى إتيانها في أول وقتها. وفي العيون [ والصلاة في اول وقتها أفضل ].
(٣) في العيون [ وفضل الجماعة على الفرد أربع وعشرون. ولا صلاة خلف فاجر ].
(٤) فالبريد اربعة فراسخ: وايضا اثنا عشر ميلا فيكون التقصير في ثمانية فراسخ: اربعة ذاهبا و أربعة جائيا ان كان في يوم واحد وإن لم يكن في يوم فيلزم ان يكون الذهاب فقط ثمانية فراسخ.
(٥) العتمة - بفتحتين -: الثلث الاول من الليل بعد غيبوبة الشفق - قيل: لان العرب يعتمون بالابل في المرعى فلا يأتون بها إلا بعد العشاء الاخرة فيسمون ذلك الوقت عتمة، فالمراد بها ههنا صلاة العشاء.
(٦) كذا، فاراد بصلاة الظهر معنى عاما تشمل الظهر والعصر. وفى بعض النسخ [ صلواة الظهر ].
(*)
[٤١٨]
بعد القراء‌ة.
والصلاة على الميت خمس تكبيرات وليس في صلاة الجنائز تسليم لان التسليم في الركوع والسجود وليس لصلاة الجنازة ركوع ولا سجود ويربع قبر الميت ولا يسنم (١) والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة ع فاتحة الكتاب.
والزكاة المفروضة من كل مائتي درهم خمسة دراهم ولا تجب في ما دون ذلك وفيما زاد في كل أربعين درهما درهم ولا تجب فيما دون الاربعينات شئ (٢) ولا تجب حتى يحول الحول.
ولا تعطى إلا أهل الولاية والمعرفة. وفي كل عشرين دينارا نصف دينار.
و الخمس من جميع المال مرة واحدة (٣) والعشر من الحنطة والشعير والتمر والزبيب.
وكل شئ يخرج من الارض من الحبوب إذا بلغت خمسة أو سق ففيه العشر إن كان يسقى سيحا(٤).
وإن كان يسقى بالدوالي ففيه نصف العشر للمعسر والموسر. وتخرج من الحبوب القبضة والقبضتان، لان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يكلف العبد فوق طاقته. والوسق ستون صاعا والصاع ستة أرطال وهو أربعة أمداد والمد رطلان وربع برطل العراقي وقال الصادق عليه السلام: هو (٥) تسعة أرطال بالعراقي وستة أرطال بالمدني. وزكاة الفطر فريضة على رأس كل صغير أو كبير، حر أو عبد من الحنطة نصف صاع. ومن التمر والزبيب صاع (٦). ولا يجوز أن تعطى غير أهل الولاية، لانها فريضة.
___________________________________
(١) سنم الشئ: علاه ورفعه. والقبر: رفعه عن الارض وهو خلاف التسطيح.
وقبر مسنم أى مرتفع غير مسطح ومنه " ولا تسنم كسنام البعير ".
(٢) أى من الغلات الاربعة.
(٣) فاراد بالخمس معنى عاما يشمل جميع أقسامه وهو في اللغة: اسم لحق يجب في المال فيصرفه في موارد خاصة. وقوله: " والعشر من الحنطة الخ " بيان لقسم من أقسام زكاة المال.
(٤) ساح الماء: جرى على وجه الارض. والدوالى: جمع الدالية وهى الدلو الكبيرة يديرها البقرة غالبا. قال في مجمع البحرين: " والدالية: جذع طويل يركب تركيب مداق الارز وفي رأسه مغرفة كبيرة يستقى بها قاله في المغرب. وفي المصباح: الدالية: دلو ونحوها وخشبة تصنع كهيئة الصليب وتشد برأس الدلو ثم يؤخذ حبل يربط طرفه بذلك وطرفه الآخر بجذع قائمة على رأس البئر ويستقى بها فهى فاعلة بمعنى مفعولة وقال الجوهرى: المنجنون تديرها البقرة ".
(٥) أى الصاع.
(٦) في العيون [ من الحنطة والشعير والتمر والزبيب صاع وهو اربعة امداد ].
(*)
[٤١٩]
وأكثر الحيض عشرة أيام وأقله ثلاثة أيام. والمستحاضة تغتسل وتصلي. و الحائض تترك الصلاة ولا تقضي، وتترك الصيام وتقضيه. ويصام شهر رمضان لرؤيته ويفطر لرؤيته. ولا يجوز التراويح في جماعة (١) و صوم ثلاثة أيام في كل شهر سنة من كل عشرة أيام يوم خميس من العشر الاول.
والاربعاء من العشر الاوسط. والخميس من العشر الآخر. وصوم شعبان حسن وهو سنة وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله " وإن قضيت فائت شهر رمضان متفرقا أجزء‌ك (٢). وحج البيت من استطاع إليه سبيلا والسبيل زاد وراحلة (٣). ولا يجوز الحج إلا متمتعا (٤) ولا يجوز الافراد والقران الذي تعمله العامة. والاحرام دون الميقات لا يجوز. قال الله: " وأتموا الحج والعمرة لله (٥) " ولا يجوز في النسك الخصي، لانه ناقص ويجوز الموجوء(٦). والجهاد مع إمام عادل. ومن قاتل فقتل دون ماله ورحله ونفسه فهو شهيد ولا يحل
___________________________________
(١) التراويح: جمع ترويحة وهى في الاصل اسم للجلسة مطلقا ثم سميت بها الجلسة التى بعد أربع ركعات في ليالى شهر رمضان لاستراحة الناس بها وسميت أيضا نفس ركعاتها لان المصلى يستريح بعد كل أربع ركعات. والجماعة فيها بدعة فهى من المخترعات التى لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ولا في أيام أبى بكر ولا في صدر من أيام عمر فاحدث بعد ذلك عمر فاتبعه الناس كما جاء بها في الرواية.
(٢) وزاد في نسخة [ وصوم رجب هو شهر الله الاصم وفيه البركة ].
(٣) في العيون [ والسبيل الزاد والراحلة مع الصحة ].
(٤) الحج ثلاثة: مفرد - أى من العمرة - وقران - أى يقرن بسياق الهدى - وتمتع - اى يتمتع بينها - وفي اللغة لما يتحلل بين عمرته وحجه من التحلل الموجب لجواز الانتفاع والتلذذ بما كان قد حرمه الاحرام مع ارتباط عمرته بحجه حتى أنهما كالشئ الواحد شرعا فاذا حصل بينهما ذلك فكانه حصل في الحج ". وهى أفضلها مطلقا كما جاء فيها الاحاديث والسنن.
(٥) سورة البقرة آية ١٩٤.
(٦) الخصى: الذى سلت خصيتاه ونزعتا - والمراد الحيوان الذى تذبح في الحج.
والموجوء - من وجأ يوجأ وجأ -: الحيوان الذى رض عروق بيضتيه أو رض خصيتيه لكسر شهوته.
(*)
[٤٢٠]
قتل أحد من الكفار في دار التقية إلا قاتل أو باغ وذلك اذا لم تحذر على نفسك (١) ولا أكل أموال الناس من المخالفين وغيرهم. والتقية في دار التقية واجبة. ولا حنث على من حلف تقية يدفع بها ظلما عن نفسه. والطلاق بالسنة على ماذكر الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه واله ولا يكون طلاق بغير سنة وكل طلاق يخالف لكتاب فليس بطلاق وكل نكاح يخالف السنة فليس بنكاح. ولا تجمع بين أكثر من أربع حرائر. وإذا طلقت المرأة ثلاث مرات للسنة لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " اتقوا المطلقات ثلاثا فإنهن ذوات أزواج " (٢). والصلاة على النبي صلى الله عليه واله في كل المواطن عند الرياح والعطاس وغير ذلك. وحب أولياء الله وأوليائهم وبغض أعدائه والبراء‌ة منهم ومن أئمتهم (٣). وبر الوالدين، وإن كانا مشركين فلا تطعهما (٤) وصاحبهما في الدنيا معروفا لان الله يقول: " اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما (٥) " قال أمير المؤمنين عليه السلام: " ما صاموا لهم ولا صلوا ولكن أمروهم بمعصية الله فأطاعوهم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: من أطاع مخلوقا في غير طاعة الله عزوجل فقد كفر واتخذ إلها من دون الله ". وذكاة الجنين ذكاة امه. وذنوب الانبياء صغار موهوبة لهم بالنبوة. والفرائض على ما أمر الله لا عول فيها (٦) ولا يرث مع الوالدين والولد أحد إلا الزوج
___________________________________
(١) في العيون [ وذلك إذا لم تخف على نفسك وعلى أصحابك ].
(٢) في العيون [ اتقوا تزويج المطلقات ثلاثا ].
(٣) في العيون [ وحب أولياء الله واجب وكذلك بغض اعداء الله والبراء‌ة منهم ومن ئمتهم ].
(٤) في العيون [ وبر الوالدين واجب وإن كانا مشركين فلا طاعة لهما في معصية الله ولا لغيرها فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ].
(٥) سورة لقمان آية ١٤، ١٥.
(٦) العول: الجور والميل عن الحق لغة. واستعمل في سهم الارث والتناقص فيه.
(*)
[٤٢١]
والمرأة. وذو السهم أحق ممن لا سهم له وليست العصبة من دين الله (١). والعقيقة عن المولود الذكر والانثى يوم السابع. ويحلق رأسه يوم السابع. ويسمى يوم السابع. ويتصدق بوزن شعره ذهبا أو فضة يوم السابع. وأن أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير، لا خلق تكوين. ولا تقل بالجبر ولا بالتفويض، ولا يأخذ الله عزوجل البرئ بجرم السقيم، ولا يعذب الله الابناء والاطفال بذنوب الآباء وإنه قال: " ولا تزر وازرة وزر اخرى (٢) ". " وأن ليس للانسان إلا ما سعى (٣) " والله يغفر ولا يظلم. ولا يفرض الله على العباد طاعة من يعلم أنه يظلمهم و يغويهم. ولا يختار لرسالته ويصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر ويعبد الشيطان من دونه. وأن الاسلام غير الايمان. وكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا. لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولا يشرب الشارب حين يشرب الخمر وهو مؤمن ولا يقتل النفس التي حرم الله بغير الحق وهو مؤمن. وأصحاب الحدود لا بمؤمنين ولا بكافرين (٤). وأن الله لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة والخلود فيها ومن وجبت له النار بنفاق أو فسق أو كبيرة من الكبائر لم يبعث مع المؤمنين ولا منهم. ولا تحيط جهنم إلا بالكافرين. وكل إثم دخل صاحبه بلزومه النار فهو فاسق (٥). ومن أشرك، أو كفر، أو نافق، أو أتى كبيرة من الكبائر. (٦) والشفاعة جائزة للمستشفعين. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان واجب.
___________________________________
(١) العصبة - بالتحريك -: اقرباء الرجل لانهم عصبوا به أى أحاطوا به فالاب طرف والابن طرف وكذلك الاخ والعم وغيرهم والمراد هنا الذين يرثون الرجل على تقدير زيادة السهام عن الورثة فالامامية قالوا ببطلانه لعموم آية " واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض " واجماع اهل البيت فيرد فاضل الفريضة على البنت والبنات والاخت والاخوات.
(٢) سورة الانعام آية ١٦٤. وسورة الاسرى آية ١٦. وسورة الفاطر آية ١٦. وسورة الزمر آية ٦.
وسورة النجم آية ٣٩ هكذا " ألا تزر وازرة وزرا اخرى ".
(٣) سورة النجم آية ٤٠.
(٤) أى أنهم مسلمون. لا بمؤمنين ولا بكافرين كما في العيون.
(٥) كذا. والصحيح " فهو فسق " وهو من النساخ.
(٦) كذا. والظاهر ان خبر " من " محذوف. أو ساقط من قلم النساخ.
(*)
[٤٢٢]
والايمان أداء الفرائض واجتناب المحارم. والايمان هو معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالاركان. والتكبير في الاضحى خلف عشر صلوات يبتدأ من صلاة الظهر من يوم النحر وفي الفطر في خمس صلوات يبتدأ بصلاة المغرب من ليلة الفطر. والنفساء تقعد عشرين يوما لا أكثر منها (١) فإن طهرت قبل ذلك صلت وإلا فإلى عشرين يوما، ثم تغتسل وتصلي وتعمل عمل المستحاضة. ويؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير. والبعث بعد الموت. والحساب. والميزان والصراط. والبراء‌ة من أئمة الضلال وأتباعهم. والموالات لاولياء الله (٢) وتحريم الخمر قليلها وكثيرها. وكل مسكر خمر. وكل ما أسكر كثيره فقليله حرام. والمضطر لا يشرب الخمر فإنها تقتله. وتحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير. وتحريم الطحال فإنه دم. والجري والطافي والمارماهي والزمير (٣) وكل شئ لا يكون له قشور. ومن الطير ما لا تكون له قانصة (٤) ومن البيض كل ما اختلف طرفاه فحلال أكله وما استوى طرفاه فحرام أكله. واجتناب الكبائر، وهي قتل النفس التي حرم الله، وشرب الخمر. وعقوق الوالدين. والفرار من الزحف. (٥) وأكل مال اليتامى ظلما. وأكل الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما اهل به لغير الله من غير ضرورة به. وأكل الربا والسحت بعد البينة. والميسر. والبخس في الميزان والمكيال. وقذف المحصنات. والزنا. واللواط. والشهادات الزور. واليأس من روح الله. والامن من مكر الله.
___________________________________
(١) في العيون [ والنفساء لا تقعد عن الصلاة أكثر من ثمانية عشر يوما ].
(٢) زاد هنا في العيون نحوا من ثلاث وثلاثين سطرا.
(٣) الجرى - كذمى -: سمك طويل املس ليس له عظم إلا عظم الرأس والسلسلة وليس عليه فصوص. والطافى: سمك يموت في الماء فيعلو ويظهر، من طفا يطفو: علا فوق الماء ولم يرسب والزمير - كسكيت -: سمك له شوك ناتئ على ظهره، قيل: أكثر ما يكون في المياه العذبة.
وفي بعض النسخ [ الزمار ].
(٤) مر معناها في ص ١٠٥.
(٥) الزحف: الجيش يزحفون إلى العدو.
(*)
[٤٢٣]
والقنوط من رحمة الله. ومعاونة الظالمين والركون إليهم. واليمين الغموس (١). وحبس الحقوق من غير عسر. والكبر. والكفر. والاسراف. والتبذير. والخيانة وكتمان الشهادة والملاهي التي تصد عن ذكر الله مثل الغناء وضرب الاوتار. والاصرار على الصغاير من الذنوب. فهذا اصول الدين.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه وآله وسلم تسليما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق