الأحد، 8 نوفمبر 2015

ما روي عن الإمام الباقر (ع) - وروى عنه عليه السلام في قصار هذه المعانى

* (وروى عنه عليه السلام في قصار هذه المعانى) *

قال عليه السلام: صانع المنافق بلسانك وأخلص مودتك للمؤمن وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته.
وقال عليه السلام ما شيب شئ بشئ أحسن من حلم بعلم (٧).
وقال عليه السلام: الكمال كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة.
وقال عليه السلام: والله المتكبر ينازع الله رداء‌ه.
___________________________________
(١) الخطط: جمع خطة - بالكسر -: ما يختطه الانسان من الارض ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها دارا. والارض التى تنزلها ولم ينزلها نازل قبلك. و - بالضم -: الامر والخصلة.
(٢) الشاحط: البعيد.
(٣) القاطن: المقيم.
(٤) الهيم: الابل العطاش. العطن - بالتحرك -: وطن الابل ومبركها حول الماء.
وأعطنت الابل: حبسها عند الماء فبركت بعد الورود. وعطنت الابل: رويت ثم بركت.
(٥) سورة أنعام آية ٢٧.
(٦) سورة أنعام آية ٢٨.
(٧) الشوب: الخلط.
(*)
[٢٩٣]
وقال عليه السلام يوما لمن حضره: ما المروة؟ فتكلموا، فقال: صلى الله عليه وآله: المروة أن لا تطمع فتذل. وتسأل فتقل (١). ولا تبخل فتشتم. ولا تجهل فتخصم فقيل: ومن يقدر على ذلك؟ فقال عليه السلام: من أحب أن يكون كالناظر في الحدقة (٢) والمسك في الطيب وكالخليفة في يومكم هذا في القدر. وقال يوما رجل عنده: اللهم أغننا عن جميع خلقك. فقال أبوجعفر عليه السلام: لا تقل هكذا.
ولكن قل: اللهم أغننا عن شرار خلقك، فإن المؤمن لا يستغني عن أخيه. وقال عليه السلام: قم بالحق واعتزل ما لا يعنيك. وتجنب عدوك واحذر صديقك من الاقوام إلا الامين من خشي الله. ولا تصحب الفاجر. ولا تطلعه على سرك. واستشر في أمرك الذين يخشون الله. وقال عليه السلام: صحبة عشرين سنة قرابة.
وقال عليه السلام: إن استطعت أن لا تعامل أحدا إلا ولك الفضل عليه فافعل.
وقال عليه السلام: ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك. وتصل من قطعك. وتحلم إذا جهل عليك.
وقال عليه السلام: الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفره الله. وظلم يغفره الله. وظلم لا يدعه الله.
فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك بالله.
وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله.
وأما الظلم الذي لا يدعه الله فالمداينة بين العباد (٣).
وقال عليه السلام: ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بالسعي في حاجة من يأثم عليه ولا يؤجر وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضى الله إلا ابتلي بأن ينفق أضعافها فيما أسخط الله.
وقال عليه السلام: في كل قضاء الله خير للمؤمن.
وقال عليه السلام: إن الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة وأحب ذلك لنفسه. إن الله جل ذكره يحب أن يسأل ويطلب ما عنده.
___________________________________
(١) يقل الرجل: قل ماله.
(٢) الناظر: سواد الاصغر الذى فيه إنسان العين.
والحدقة: سواد العين الاعظم.
(٣) المدائنة من الدين أى ظلم العباد عند المعاملة.
(*)
[٢٩٤]
وقال عليه السلام: من لم يجعل الله له من نفسه واعظا، فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا.
وقال عليه السلام: من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه.
وقال عليه السلام: كم من رجل قد لقي رجلا فقال له: كب الله عدوك (١) وماله من عدو إلا الله.
وقال عليه السلام: ثلاثة لا يسلمون: الماشي إلى الجمعة. والماشي خلف جنازة وفي بيت الحمام.
وقال عليه السلام: عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد.
وقال عليه السلام: لا يكون العبد عالما حتى لا يكون حاسدا لمن فوقه ولا محقرا لمن دونه.
وقال عليه السلام: ما عرف الله من عصاه وأنشد:
تعصي الاله وأنت تظهر حبه هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كان حبك صادقا لاطعته إن المحب لمن أحب مطيع
وقال عليه السلام: إنما مثل الحاجة إلى من أصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الافعى أنت إليه محوج (٢) وأنت منها على خطر.
وقال عليه السلام: ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن: البغي. وقطيعة الرحم. واليمين الكاذبة يبارز الله بها. وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم وإن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون (٣). وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من أهلها (٤).
وقال عليه السلام: لا يقبل عمل إلا بمعرفة. ولا معرفة إلا بعمل. ومن عرف دلته معرفته على العمل. ومن لم يعرف فلا عمل له.
___________________________________
(١) كب فلانا: صرعه. وقلبه على رأسه.
(٢) أحوج إليه: إفتقر. وأحوجه: جعله محتاجا.
(٣) " يثرون " أى يكثرون مالا. يقال: ثرا الرجل: كثر ماله.
(٤) " ليذران " اى ليدعان ويتركان من وذره أى ودعه.
" بلاقع " - جمع بلقع -: الارض القفر.
(*)
[٢٩٥]
وقال عليه السلام: إن الله جعل للمعروف أهلا من خلقه، حبب إليهم المعروف وحبب إليهم فعاله ووجه لطلاب المعروف الطلب إليهم ويسر لهم قضاء‌ه كما يسر الغيث للارض المجدبة ليحييها ويحيي أهلها (١) وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله. وحظر على طلاب المعروف التوجه إليهم وحظر عليهم قضاء‌ه كما يحظر الغيث عن الارض المجدبة ليهلكها ويهلك أهلها وما يعفو الله عنه أكثر.
وقال عليه السلام: اعرف المودة في قلب أخيك بما له في قلبك.
وقال عليه السلام: الايمان حب وبغض (٢).
وقال عليه السلام: ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع وأداء الامانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والايتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الالسن عن الناس إلا من خير وكانوا امناء عشائرهم في الاشياء.
وقال عليه السلام: أربع من كنوز البر: كتمان الحاجة. وكتمان الصدقة. وكتمان الوجع. وكتمان المصيبة.
وقال عليه السلام: من صدق لسانه زكا عمله. ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره بأهله زيد في عمره.
وقال عليه السلام: إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر، من كسل لم يؤد حقا ومن ضجر لم يصبر على حق.
وقال عليه السلام: من استفاد أخا في الله على إيمان بالله ووفاء بإخائه طلبا لمرضات الله فقد استفاد شعاعا من نور الله وأمانا من عذاب الله وحجة يفلج بها يوم القيامة (٣) وعزا باقيا وذكرا ناميا، لان المؤمن من الله عزوجل لا موصول ولا مفصول.
قيل له عليه السلام: ما معنى لا مفصول ولا موصول؟ قال: لا موصول به أنه هو ولا مفصول منه أنه من غيره.
___________________________________
(١) المجدبة: ذو جدب وهو ضد الخصب ويأتى أيضا بمعنى الماحل.
(٢) أى الحب في الله والبغض فيه كما جاء في الاحاديث.
(٣) يفلج أى يفوز ويظفر ويغلب بها.
وفلج الحجة: أثبتها. وفلج الرجل: ظفر بما طلب. وعلى خصمه: غلبه. - وعلى القوم فاز.
(*)
[٢٩٦]
وقال عليه السلام كفى بالمرء غشا لنفسه أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه أو يعيب غيره (١) بما لا يستطيع تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه.
وقال عليه السلام: التواضع الرضا بالمجلس دون شرفه. وأن تسلم على من لقيت. وأن تترك المراء وإن كنت محقا.
وقال عليه السلام: إن المؤمن أخ المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسيئ به الظن.
وقال عليه السلام: لابنه: اصبر نفسك على الحق، فإنه من نع شيئا في حق أعطى في باطل مثليه.
وقال عليه السلام: من قسم له الخرق حجب عنه الايمان (٢).
وقال عليه السلام: إن الله يبغض الفاحش المتفحش.
وقال عليه السلام: إن لله عقوبات في القلوب والابدان: ضنك في المعيشة ووهن في العبادة.
وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.
وقال عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الصابرون؟ فيقوم فئام من الناس (٣).
ثم ينادي مناد: أين المتصبرون؟ فيقوم فئام من الناس.
قلت: جعلت فداك ما الصابرون والمتصبرون؟ فقال عليه السلام الصابرون على أداء الفرائض والمتصبرون على ترك المحارم.
وقال عليه السلام: يقول الله: ابن آدم ! اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس.
وقال عليه السلام: أفضل العبادة عفة البطن والفرج.
وقال عليه السلام: البشر الحسن (٤) وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة وقربة من الله. وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من الله.
وقال عليه السلام: ما تذرع إلي (٥) بذريعة ولا توسل بوسيلة هي أقرب له (٦) إلى ما يحب
___________________________________
(١) في بعض النسخ [ أو يعير غيره ].
(٢) الخرق: ضعف العقل والرأى، الجهل، الحمق، ضد الرفق.
(٣) الفئام - ككتاب -: الجماعة من الناس.
وفسر في خطب أمير المؤمنين عليه السلام بمائة ألف.
(٤) البشر - بالكسر - طلاقة الوجه وبشاشته.
والمقت: البغض.
(٥) أى عندى.
(٦) أى لله.
(*)
[٢٩٧]
من يد سالفة مني إليه أتبعتها أختها لتحسن حفظا وريها، لان منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل(١). وما سمحت لي نفسي برد بكر الحوائج.
وقال عليه السلام: الحياء والايمان مقرونان في قرن، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه.
وقال عليه السلام: إن هذه الدنيا تعاطاها البر والفاجر. وإن هذا الدين لا يعطيه الله إلا أهل خاصته (٢).
وقال عليه السلام: الايمان إقرار وعمل. والاسلام إقرار بلا عمل.
وقال عليه السلام: الايمان ما كان في القلب.
والاسلام ما عليه التناكح والتوارث وحقنت به الدماء. والايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان.
وقال عليه السلام: من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا.
ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا.
وقال عليه السلام: ليس من أخلاق المؤمن الملق والحسد إلا في طلب العلم (٣).
وقال عليه السلام: للعالم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلمه أن يقول: الله أعلم.
وليس لغير العالم أن يقول ذلك (٤).
- وفي خبر آخر يقول: لا أدري - لئلا يوقع في قلب السائل شكا.
وقال عليه السلام: أول من شق لسانه بالعربية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وهو ابن ثلاث عشرة سنة وكان لسانه على لسان أبيه وأخيه فهو أول من نطق بها وهو الذبيح.
___________________________________
(١) الظاهر أن المراد التتابع في الاحسان والعمل وفى حديث آخر عنالصادق عليه السلام " قال: ما من شئ أسر إلى من يد اتبعها الاخرى لان منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل " ذكره الآبى.
(٢) التعاطى: التناول. وتناول ما لا يحق. والتنازع في الاخذ والقيام به.
وفى بعض النسخ [ لا يعطيه الا أهل الله خاصة ].
(٣) الملق - بالتحريك -: التملق وهو الود واللطف وأن يعطى في اللسان ما ليس في القلب.
(٤) رواه الكلينى (ره) في الكافى ج ١ ص ٤٢ عن أبى عبدالله عليه السلام والبرقى في المحاسن ص ٢٠٦ عن أحدهما والخبر الاخر أيضا في الكافى عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله وفى المحاسن عن أحدهما عليهما السلام قال: إذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل: لا أدرى.
ولا يقل: الله أعلم فيوقع في قلب صاحبه شكا.
و إذا قال المسؤول: لا أدرى فلا يتهمه السائل (*)
[٢٩٨]
وقال عليه السلام: ألا أنبئكم بشئ إذا فعلتموه يبعد السلطان والشيطان منكم؟ فقال أبوحمزة: بلى، أخبرنا به حتى نفعله.
فقال عليه السلام: عليكم بالصدقة فبكروا بها، فإنها تسود وجه إبليس وتكسر شرة السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك (١). وعليكم بالحب في الله والتودد (٢) والموازرة على العمل الصالح، فإنه يقطع دابرهما - يعني السلطان والشيطان - وألحوا في الاستغفار، فإنه ممحاة للذنوب.
وقال عليه السلام: إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته (٣)، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " رحم الله مؤمنا أمسك لسانه من كل شر فإن ذلك صدقة منه على نفسه (٤) " ثم قال عليه السلام: لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه.
وقال عليه السلام: من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، فأما الامر الظاهر منه مثل الحدة والعجلة فلا بأس أن تقوله. وإن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه (٥).
وقال عليه السلام: إن أشد الناس حسرة يوم القيامة عبد وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (٦).
___________________________________
(١) الشرة - بالكسر فالفتح مشددة -: الشر والغضب والحدة.
(٢) وفى بعض النسخ [ المودة ].
(٣) رواه الكلينى (ره) في الكافى ج ٢ ص ١١٤ باسناده عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان أبوذر رحمه الله يقول: يا مبتغى العلم إن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك.
ونقله سبط الطبرسى (ره) في مشكاة الانوار عن المحاسن عنه عليه السلام وأخرجه المحدث النورى (ره) في المستدرك عن كتاب عاصم بن حميد.
(٤) في الكافى ص ١١٤ عن على بن إبراهيم باسناده عن الحلبى رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أمسك لسانك فانها صدقة تصدق بها على نفسك ثم قال: ولا يعرف عبد حقيقة الايمان حتى يخزن من لسانه ".
أقول: قوله: " فانها " أى الامساك والتأنيث بتأويل الخصلة.
(٥) رواه الكلينى (ره) في الكافى ج ٢ ص ٣٥٨ باسناده عن الصادق عليه السلام والصدوق في معانى الاخبار أيضا عنه عليه السلام. والحدة - بالكسر -: ما يعترى الانسان من الغضب والنزق.
والعجلة - بالتحريك -: السرعة والمبادرة في الامور من غير تأمل.
(٦) رواه الكلينى (ره) في الكافى ج ٢ ص ٣٠٠ باسناده عن الصادق عليه السلام.
(*)
[٢٩٩]
وقال عليه السلام: عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الامانة إلى من ائتمنكم عليها برا كان أو فاجرا، فلو أن قاتل علي بن أبي طالب عليه السلام ائتمنني على أمانة لاديتها إليه.
وقال عليه السلام: صلة الارحام تزكي الاعمال وتنمي الاموال وتدفع البلوى وتيسر الحساب وتنسئ في الاجل (١).
وقال عليه السلام: أيها الناس إنكم في هذه الدار أغراض تنتضل فيكم المنايا، لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره إلا بانقضاء آخر من أجله، فأية اكلة ليس فيها غصص؟ أم أي شربة ليس فيها شرق؟ (٢) استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه (٣)، فإن اليوم غنيمة وغدا لا تدري لمن هو. أهل الدنيا سفر (٤) يحلون عقد رحالهم في غيرها. قد خلت منا اصول نحن فروعها، فما بقاء الفرع بعد أصله. أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم وأبعد آمالا؟ ! أتاك يا ابن آدم ما لا ترده. وذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا. ما لك منه إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك؟ ! (٥) وتقربك من أجلك؟ ! فكأنك قد صرت الحبيب المفقود والسواد المخترم. فعليك بذات نفسك ودع ما سواها واستعن بالله يعنك (٦).
وقال عليه السلام: من صنع مثل ما صنع إليه فقد كافأ. ومن أضعف كان شكورا ومن شكر كان كريما. ومن علم أنه ما صنع كان إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستزدهم في مودتهم، فلا تلتمس من غيرك شكر ما آتيته إلى نفسك ووقيت به عرضك
___________________________________
(١) رواه الكلينى (ره) في الكافى ج ٢ ص ١٥٠ و " تزكى الاعمال " أى تنميها في الثواب أو تطهرها أو تصيرها مقبولة. والنساء - بالفتح -: التأخير.
(٢) غص غصصا بالطعام: اعترض في حلق شئ منه فمنعه التنفس.
وشرق بالماء أو بريقه: غص.
(٣) الظعن: الرحال والسير.
(٤) السفر - بالفتح فالسكون - جمع سافر، أى المسافرون.
(٥) الحمام - ككتاب -: قضاء الموت وقدره أى لقربك إلى موتك.
واخترم: أهلك والسواد المخترم: الشخص الذى مات.
(٦) في بعض النسخ [ يغنك ].
(*)
[٣٠٠]
واعلم أن طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فأكرم وجهك عن رده.
وقال عليه السلام: إن الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب أهله بالهدية ويحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض.
وقال عليه السلام: إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض ولا يعطي دينه إلا من يحب (١).
وقال عليه السلام: إنما شيعة علي عليه السلام المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا المتزاورون لاحياء أمرنا الذين (٢) إذا غضبوا لم يظلموا، وإذا رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا.
وقال عليه السلام: الكسل يضر بالدين والدنيا.
وقال عليه السلام: لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا. ولو يعلم المسؤول ما في المنع ما منع أحد أحدا.
وقال عليه السلام: إن لله عبادا ميامين مياسير يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده مثل القطر. ولله عباد ملاعين مناكيد، لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده مثل الجراد لا يقعون على شئ إلا أتوا عليه (٣).
وقال عليه السلام: قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين، الفاحش المتفحش، السائل الملحف ويحب الحيي الحليم العفيف المتعفف (٤).
وقال عليه السلام: إن الله يحب إفشاء السلام.
___________________________________
(١) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٢١٥ باسناده عن مالك بن أعين قال: سمعت أبا جعفر يقول: يا مالك إن الله ... الخ.
(٢) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٢٣٦ عن ابى جعفر عن امير المؤمنين عليهما السلام وفيه [ في إحياء أمرنا، الذين إن غضبوا لم يظلموا ].
(٣) الميامين. جمع ميمون بمعنى ذو اليمن والبركة.
والمياسير: جمع موسر بمعنى الغنى وذو اليسر.
والمناكيد جمع نكد - بفتح الكاف وكسره وسكونه -: عسر، قليل الخير.
(٤) يقال: ألحف في المسألة إلحافا إذا ألح فيها ولزمها.
وهو موجب لبغض الرب حيث أعرض عن الغنى الكريم وسأل الفقير اللئيم.
وأنشد بعضهم:
الله يبغض إن تركت سؤاله****وبنو آدم حين يسأل يغضب.
(*)

[٣٠١]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق