الخميس، 27 أغسطس 2015

ما روي عن النبي (ص) - موعظة

* (موعظة) *

مالي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس، حتى كأن الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب، وكأن الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب، وحتى كأن ما يسمعون من خبر الاموات قبلهم عندهم كسبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون (5) تبوؤونهم أجداثهم (6) وتأكلون تراثهم وأنتم مخلدون بعدهم، هيهات هيهات أما يتعظ آخرهم بأولهم، لقد جهلوا ونسوا كل موعظة في كتاب الله وأمنوا شر كل عاقبة سوء ولم يخافوا نزول فادحة (7) ولا بوائق كل حادثة (8).

___________________
(1) الانتهاز: الاغتنام. (2) فأردته اى فأهلكته، أصله الردى بمعنى الهلاك والسقوط. (3) اى لا يعبأ به ولا يباليه. يقال: اكترث للامر أى بالى به. (4) في روضة الوافى ص 42 عن الكافى عن أبى عبدالله عليه السلام عن جابر يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله مر بنا ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته وذلك حين رجع من حجة الوداع فوقف علينا فسلم فرددنا عليه السلام ثم قال: مالى أرى حب الدنيا. ذكر الحديث. (5) يعنى أنهم إذا سمعوا بموت فلان مثلا يظنون أنه قد سافر إلى مكان في الارض، ثم يرجع إليهم ثانيا بعد مضى أيام. (6) وفى بعض نسخ الحديث [ وبيوتهم ]. والاجداث جمع الجدث وهو القبر. (7) الفادحة: النازلة. والفادح: الصعب المثقل. (8) بوائق: جمع البائقة وهى الداهية والشر. (*)

[30]

طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس. طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وحسنت علانيته واستقامت خليقته. طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله. طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل له من غير رغبة عن سنتي ورفض زهرة الدنيا (1) من غير تحول عن سنتي واتبع الاخيار من عترتي من بعدي وخالط أهل الفقه والحكمة ورحم أهل المسكنة. طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصية وأنفقه في غير معصية و عادبه على أهل المسكنة (2). وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا المبتدعين خلاف سنتي (3) العاملين بغير سيرتي. طوبى لمن حسن مع الناس خلقه وبذل لهم معونته وعدل عنهم شره.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق