الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

ما روي عن الإمام الحسن العسكري (ع) - وروي عنه عليه السلام في قصار هذه المعاني

* (وروي عنه عليه السلام في قصار هذه المعاني) *
قال عليه السلام: لا تمار فيذهب بهاؤك. ولا تمازح فيجترأ عليك.
وقال عليه السلام: من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم.
وكتب عليه السلام إلى رجل سأله دليلا: من سأل آية أو برهانا فاعطي ما سأل، ثم رجع عمن طلب منه الآية عذب ضعف العذاب. ومن صبر اعطي التأييد من الله. والناس مجبولون على حيلة إيثار الكتب المنشرة. نسأل الله السداد، فإنما هو التسليم أو العطب (1) ولله عاقبة الامور. وكتب إليه بعض شيعته يعرفه اختلاف الشيعة، فكتب عليه السلام: إنما خاطب الله العاقل.
والناس في على طبقات: المستبصر على سبيل نجاة، متمسك بالحق، متعلق بفرع الاصل، غير شاك ولا مرتاب، لا يجد عني ملجأ.
وطبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه.
وطبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الرد على أهل الحق ودفع الحق بالباطل حسدا من عند أنفسهم.
فدع من ذهب
___________________________________
(1) العطب: الهلاك.
(*)
[٤٨٧]
يمينا وشمالا، فإن الراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي. وإياك والاذاعة وطلب الرئاسة، فإنهما يدعوان إلى الهلكة.
وقال عليه السلام: من الذنوب التي لا تغفر: ليتني لا اؤاخذ إلا بهذا (١).
ثم قال عليه السلام: الاشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على المسح الاسود في الليلة المظلمة(٢).
وقال عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الاعظم من سواد العين إلى بياضها.
وخرج في بعض توقيعاته عليه السلام عند اختلاف قوم من شيعته في أمره: ما مني أحد من آبائي بمثل ما منيت به من شك هذه العصابة في، فإن كان هذا الامر أمرا اعتقدتموه ودنتم به إلى وقت ثم ينقطع فللشك موضع. وإن كان متصلا ما اتصلت امور الله فما معنى هذا الشك؟.
وقال عليه السلام: حب الابرار للابرار ثواب للابرار. وحب الفجار للابرار فضيلة للابرار، وبغض الفجار للابرار زين للابرار. وبغض الابرار للفجار خزي على الفجار.
وقال عليه السلام: من التواضع السلام على كل من تمر به، والجلوس دون شرف المجلس.
وقال عليه السلام: من الجهل الضحك من غير عجب.
وقال عليه السلام: من الفواقر التي تقصم الظهر (٣) جار إن رأى حسنة أطفأها وإن رأى سيئة أفشاها.
وقال عليه السلام لشيعته: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الامانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر وطول السجود وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم (٤)، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الامانة
___________________________________
(١) أى قول الرجل المذنب ذلك إذا قيل له: لا تعص.
(٢) المسح - بالكسر -: البلاس والتقييد بالاسود تأكيد في إخفائه وعدم رؤيته بخلاف ما إذا كان غير الاسود لانه ربما يمكن أن يراه إذا كان أبيضا.
(٣) الفواقر: جمع فاقرة أى الداعية العظيمة فكأنها تكسر فقر الظهر.
(٤) فالضمير يرجع إلى المخالفين أو مطلق الناس.
(*)
[٤٨٨]
وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي فيسرني ذلك.
اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا، جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح، فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك. لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب. أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات. احفظوا ما وصيتكم به واستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام.
وقال عليه السلام: ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله.
وقال عليه السلام: بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهدا (١) ويأكله غائبا، إن اعطي حسده، وإن ابتلي خذله (٢).
وقال عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر.
وقال عليه السلام لشيعته في سنة ستين ومائتين: أمرناكم بالتختم في اليمين ونحن بين ظهرانيكم (٣).
والآن نأمركم بالتختم في الشمال لغيبتنا عنكم إلى أن يظهر الله أمرنا وأمركم، فإنه من أدل دليل عليكم في ولايتنا - أهل البيت -. فخلعوا خواتيمهم من أيمانهم بين يديه ولبسوها في شمائلهم (٤).
وقال عليه السلام لهم: حدثوا بهذا شيعتنا.
وقال عليه السلام: أقل الناس راحة الحقود (٥).
___________________________________
(١) أطرى فلانا: أحسن الثناء عليه وبالغ في مدحه.
(٢) في بعض النسخ [ خانه ].
(٣) أى بينكم وفى جماعتكم.
(٤) لما خدع عمرو بن العاص في أمر الحكمين فخلع أبا موسى الاشعرى عليا عليه السلام من الخلافة كخلعه خاتمه من يمينه كأنه صار لبس الخاتم باليمين وابقائه علامة على ابقاء الخلافة الحق في على عليه السلام وأهل بيته.
فلعله أراد: أن التختم باليمين شاهد على الحق إذا كان الامام بين الناس شاهدا وحاضرا وأما اذا كان غائبا فليس شاهدا بل ليخلعوا الخواتيم من أيمانهم ولبسوها في شمائلهم حتى لا يظن أن من ادعى وأقام مقامه غصبا انه على الحق.
(٥) الحقود: الكثير الحقد.
(*)
[٤٨٩]
وقال عليه السلام: أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام على الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.
وقال عليه السلام: إنكم في آجال منقوصة وأيام معدودة والموت يأتي بغتة، من يزرع خيرا يحصد غبطة، ومن يزرع شرا يحصد ندامة، لكل زارع ما زرع. لا يسبق بطيئ بحظه. ولا يدرك حريص ما لم يقدر له. من اعطي خيرا فالله أعطاه. ومن وقي شرا فالله وقاه.
وقال عليه السلام: المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر.
وقال عليه السلام: قلب الاحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه.
وقال عليه السلام: لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض.
وقال عليه السلام: من تعدى في طهوره كان كناقضه.
وقال عليه السلام: ما ترك الحق عزيز إلا ذل، ولا أخذ به ذليل إلا عز.
وقال عليه السلام: صديق الجاهل تعب.
وقال عليه السلام: خصلتان ليس فوقهما شئ: الايمان بالله، ونفع الاخوان.
وقال عليه السلام: جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره.
وقال عليه السلام: ليس من الادب إظهار الفرح عند المحزون.
وقال عليه السلام: خير من الحياة ما إذا فقدته أبغضت الحياة وشر من الموت ما إذا نزل بك أحببت الموت.
وقال عليه السلام: رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز.
وقال عليه السلام: التواضع نعمة لا يحسد عليها.
وقال عليه السلام: لا تكرم الرجل بما يشق عليه.
وقال عليه السلام: من وعظ أخاه سرا فقد زانه. ومن وعظه علانية فقد شانه.
وقال عليه السلام: ما من بلية إلا ولله فيها نعمة تحيط بها.
وقال عليه السلام: ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله.
تم ما انتهى إلينا من أخبار النبي والائمة الطاهرين عليهم السلام في المعاني
[٤٩٠]
التي ذكرناها والآثار التي اشترطناها.

ولم نذكر شيئا من توقيعات صاحب زماننا والحجة في عصرنا على تواترها في الشيعة المستبصرين واستفاضتها فيهم، لانه لم يصل إلينا ما اقتضاه كتابنا وضاهاه تأليفنا والاعتقاد فيه مثله فيمن سلف من آبائه الماضين الائمة الراشدين عليهم السلام أجمعين وأتبعت ذلك بما جانسه وشاكله لتزاد الفوائد وتتضاعف المواعظ والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق